ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ
ﻟَﻢْ ﻳَﻜُﻦِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ
ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻭَﺍﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ ﻣُﻨْﻔَﻜِّﻴﻦَ
ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﺄْﺗِﻴَﻬُﻢُ ﺍﻟْﺒَﻴِّﻨَﺔُ (1)
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ
ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻭُﻋِﺪﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﺭَﺳُﻮﻝٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻳَﺘْﻠُﻮ ﺻُﺤُﻔًﺎ
ﻣُﻄَﻬَّﺮَﺓً (2)
ﻭﻫﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﺘﻠﻮ ﻗﺮﺁﻧًﺎ ﻓﻲ
ﺻﺤﻒ ﻣﻄﻬﺮﺓ.
ﻓِﻴﻬَﺎ ﻛُﺘُﺐٌ ﻗَﻴِّﻤَﺔٌ (3)
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺻﺎﺩﻗﺔ
ﻭﺃﻭﺍﻣﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ، ﺗﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ
ﻭﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ.
ﻭَﻣَﺎ ﺗَﻔَﺮَّﻕَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃُﻭﺗُﻮﺍ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺇِﻻ
ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣَﺎ ﺟَﺎﺀَﺗْﻬُﻢُ ﺍﻟْﺒَﻴِّﻨَﺔُ (4)
ﻭﻣﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ
ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺭﺳﻮﻻ ﺣﻘًﺎ؛ ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺪﻭﻧﻪ ﻣﻦ
ﻧﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﻢ, ﺇﻻ ﻣِﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ
ﺗﺒﻴﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﻋِﺪﻭﺍ ﺑﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ, ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ
ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻧﺒﻮﺗﻪ,
ﻓﻠﻤﺎ ﺑُﻌِﺚ ﺟﺤﺪﻭﻫﺎ ﻭﺗﻔﺮَّﻗﻮﺍ.
ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻣِﺮُﻭﺍ ﺇِﻻ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ
ﻣُﺨْﻠِﺼِﻴﻦَ ﻟَﻪُ ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﺣُﻨَﻔَﺎﺀَ
ﻭَﻳُﻘِﻴﻤُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﻳُﺆْﺗُﻮﺍ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ
ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﺩِﻳﻦُ ﺍﻟْﻘَﻴِّﻤَﺔِ (5)
ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺇﻻ
ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ
ﺑﻌﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻭﺟﻬﻪ, ﻣﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ, ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﺍ
ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻳُﺆَﺩُّﻭﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ, ﻭﺫﻟﻚ
ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ, ﻭﻫﻮ
ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ
ﻭَﺍﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ ﻓِﻲ ﻧَﺎﺭِ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ
ﺧَﺎﻟِﺪِﻳﻦَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ ﺷَﺮُّ
ﺍﻟْﺒَﺮِﻳَّﺔِ (6)
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻋﻘﺎﺑﻬﻢ
ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ, ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺷﺮﺍ.
ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ
ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ ﺧَﻴْﺮُ ﺍﻟْﺒَﺮِﻳَّﺔِ
(7)
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻَﺪَّﻗﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ
ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ, ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﻫﻢ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ.
ﺟَﺰَﺍﺅُﻫُﻢْ ﻋِﻨْﺪَ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﺟَﻨَّﺎﺕُ ﻋَﺪْﻥٍ
ﺗَﺠْﺮِﻱ ﻣِﻦْ ﺗَﺤْﺘِﻬَﺎ ﺍﻷَﻧْﻬَﺎﺭُ ﺧَﺎﻟِﺪِﻳﻦَ
ﻓِﻴﻬَﺎ ﺃَﺑَﺪًﺍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﻭَﺭَﺿُﻮﺍ
ﻋَﻨْﻪُ ﺫَﻟِﻚَ ﻟِﻤَﻦْ ﺧَﺸِﻲَ ﺭَﺑَّﻪُ (
ﺟﺰﺍﺅﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﺟﻨﺎﺕ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ
ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ, ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ
ﻗﺼﻮﺭﻫﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ, ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ
ﺃﺑﺪًﺍ, ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻘﺒﻞ
ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ, ﻭﺭﺿﻮﺍ ﻋﻨﻪ
ﺑﻤﺎ ﺃﻋﺪَّ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ, ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﻟﻤﻦ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺐ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ.