ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺳﻤِّﻴﺖ
ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻷﻧﻪ ﺍﻓﺘﺘﺢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ؛ ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻭﻝ
ﺳﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ..
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ:
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ،
ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ، ﻭﻃﺮﻕ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ، ﻭﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻤِّﻴﺖ "ﺃﻡ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ"(47)؛ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻟﻠﺸﻲﺀ
ﻳﺴﻤﻰ "ﺃُﻣّﺎً.."
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ
ﺗﺘﻤﻴّﺰ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ
ﺭﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ
ﺃﻓﻀﻞ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ: ﻓﻼ ﺻﻼﺓ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ
ﻳﻘﺮﺃ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ؛ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ
ﺭﻗﻴﺔ: ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺉ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ
ﺷُﻔﻲ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﻗﺎﻝ
ﻟﻠﺬﻱ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺪﻳﻎ، ﻓﺒﺮﺉ:
"ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻗﻴﺔ"(48) ..
ﻭﻗﺪ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺑﺪﻋﺔ،
ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻳﺨﺘﻤﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ،
ﻭﻳﺒﺘﺪﺋﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨُﻄﺐ ﻭﻳﻘﺮﺅﻭﻧﻬﺎ
ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ .، ﻭﻫﺬﺍ
ﻏﻠﻂ: ﺗﺠﺪﻩ ﻣﺜﻼً ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ، ﺛﻢ ﺩﻋﺎ
ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ: "ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ"،
ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻗﺮﺅﻭﺍ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ؛ ﻭﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﻪ، ﺃﻭ
ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ . ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻏﻠﻂ؛
ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻣﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ، ﻭﺍﻻﺗِّﺒﺎﻉ..
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
)ﺑِﺴْﻢِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢ(
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ :{ ﺍﻟﺠﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺭ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺤﺬﻭﻑ؛
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﻑ ﻳﻘَﺪَّﺭ ﻓﻌﻼً
ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﺖ" :ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﻠﻪ" ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ؛ ﺗﻘﺪﺭ
ﺍﻟﻔﻌﻞ" :ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻛﻞ.."
ﻗﻠﻨﺎ: ﺇﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﺘﻌﻠﻘﺎً ﺑﻤﺤﺬﻭﻑ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺭ ﻣﻌﻤﻮﻻﻥ؛ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻜﻞ
ﻣﻌﻤﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ..
ﻭﻗﺪﺭﻧﺎﻩ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻴﻦ:
ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ
ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞ.
ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺍﻟﺤﺼﺮ؛
ﻷﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﺤﺼﺮ،
ﻛﺄﻧﻚ ﺗﻘﻮﻝ: ﻻ ﺁﻛﻞ ﺑﺎﺳﻢ ﺃﺣﺪ
ﻣﺘﺒﺮﻛﺎً ﺑﻪ، ﻭﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎً ﺑﻪ، ﺇﻻ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ.
ﻭﻗﺪﺭﻧﺎﻩ ﻓﻌﻼً؛ ﻷﻥ ﺍﻷﺻﻞ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ . ﻭﻫﺬﻩ
ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺤﻮ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻻ
ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻭﻁ
ﻭﻗﺪﺭﻧﺎﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً؛ ﻷﻧﻪ ﺃﺩﻝّ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
"ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﺑﺢ ﻓﻠﻴﺬﺑﺢ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﻠﻪ"(49) . ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ "ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ
ﺍﻟﻠﻪ"(50) : ﻓﺨﺺ ﺍﻟﻔﻌﻞ..
ﻭ} ﺍﻟﻠﻪ :{ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ؛
ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺗﺄﺗﻲ
ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ..
ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ { ﺃﻱ ﺫﻭ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺟﺎﺀ
ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ "ﻓَﻌْﻼﻥ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﺔ..
ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ { ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ
ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ؛
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ "ﻓﻌﻴﻞ"
ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ.
ﻓﻬﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻫﻲ ﺻﻔﺘﻪ .
ﻫﺬﻩ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ } ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ {؛
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻫﻲ ﻓﻌﻠﻪ . ﺃﻱ ﺇﻳﺼﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ . ﺩﻝّ
ﻋﻠﻴﻬﺎ } ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ..{
ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ :{
ﺍﺳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﻻﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺛﺮ: ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ..
ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺩﻝّ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻓﻬﻮ
ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻣﻦ
ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﻪ . ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ
ﺟﺪﺍً؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ: ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ
ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ، ﺃﻭ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﻧﻘﻤﺔ
ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ..
ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮ ﻗﻮﻡ ﻭﺻﻒ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ،
ﻭﺣﺮّﻓﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ، ﺃﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ
ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ، ﺯﻋﻤﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﻳﺤﻴﻞ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻗﺎﻟﻮﺍ:
"ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻧﻌﻄﺎﻑ، ﻭﻟﻴﻦ،
ﻭﺧﻀﻮﻉ، ﻭﺭﻗﺔ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ"؛ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ.:
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺧﻀﻮﻉ، ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ،
ﻭﺭﻗﺔ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ
ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﺭﺣﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻀﻮﻉ، ﻭﺭﻗﺔ، ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ..
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ،
ﻭﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺭﺣﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ؛ ﺃﻣﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻴﻖ
ﺑﻌﻈﻤﺘﻪ، ﻭﺟﻼﻟﻪ، ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ؛ ﻭﻻ
ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻧﻘﺼﺎً ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ..
ﺛﻢ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺪﻝ
ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻪ
ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ، ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑَﻴْﻨﻬﺎ
ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ؛
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻛﻤﺎﻝ؛ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﻖ
ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ؛ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ .
ﻛﺈﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﺏ،
ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ . ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻤﺔ
ﺍﻟﻠﻪ..
ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻣﻨﻜﺮﻱ ﻭﺻﻒ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﺃﻧﻪ
ﻳﺤﻴﻠﻬﺎ، ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﺇﺭﺍﺩﺓ
ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺃﺧﻔﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ،
ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻳﺪﻝ
ﻋﻘﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ؛ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ
ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ؛ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺪﻻﻟﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺧﻔﻰ
ﺑﻜﺜﻴﺮ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻔﻄﻦ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻨﺒﺎﻫﺔ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻓﻴﻌﺮﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻮ
ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﻣﻴﺎً ﺻﺒﺎﺡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮ:
"ﺑِﻢَ ﻣﻄﺮﻧﺎ؟"، ﻟﻘﺎﻝ: "ﺑﻔﻀﻞ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ.."
ﻣﺴﺄﻟﺔ:
ﻫﻞ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ؛ ﺃﻭ ﻻ؟
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ؛ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻬﺎ
ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ، ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺑﻬﺎ ﺟﻬﺮﺍً
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻬﺮﻳﺔ، ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ
ﻻ ﺗﺼﺢ ﺇﻻ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ؛
ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ؛ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ
ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ؛
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺁﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ؛
ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻫﺬﺍ: ﺍﻟﻨﺺ، ﻭﺳﻴﺎﻕ
ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ..
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺺ: ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻗﺴﻤﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺒﺪﻱ
ﻧﺼﻔﻴﻦ: ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ: } ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ { ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﺣﻤﺪﻧﻲ ﻋﺒﺪﻱ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ: }
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ { ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻲَّ ﻋﺒﺪﻱ؛ ﻭﺇﺫﺍ
ﻗﺎﻝ: } ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ { ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﺠّﺪﻧﻲ ﻋﺒﺪﻱ؛ ﻭﺇﺫﺍ
ﻗﺎﻝ: } ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ
ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ { ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻫﺬﺍ
ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺒﺪﻱ ﻧﺼﻔﻴﻦ؛ ﻭﺇﺫﺍ
ﻗﺎﻝ: } ﺍﻫﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ...{ ﺇﻟﺦ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻫﺬﺍ ﻟﻌﺒﺪﻱ؛ ﻭﻟﻌﺒﺪﻱ ﻣﺎ
ﺳﺄﻝ"(51) ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ؛
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ
ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:
"ﺻﻠَّﻴﺖ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻭﻋﻤﺮ؛
ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ } ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ { ﻓﻲ ﺃﻭﻝ
ﻗﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻫﺎ"(52) :
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻻ ﻳﺠﻬﺮﻭﻥ؛ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺮ
ﻭﻋﺪﻣﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ
ﻣﻨﻬﺎ..
ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻣﻦ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ: ﻓﺎﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺳﺒﻊ
ﺁﻳﺎﺕ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ
ﺗﻮﺯﻉ ﺳﺒﻊ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻫﻮ
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ
ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ { ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ: "ﻗﺴﻤﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻴﻨﻲ
ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺒﺪﻱ ﻧﺼﻔﻴﻦ"؛ ﻷﻥ }
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ :{
ﻭﺍﺣﺪﺓ؛ } ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ :{
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ؛ } ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ :{
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ؛ ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ }
ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ :{
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ . ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻮﺳَﻂ؛ ﻭﻫﻲ
ﻗﺴﻤﺎﻥ: ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻖ ﻟﻠﻪ؛
ﻭﻗﺴﻢ ﺣﻖ ﻟﻠﻌﺒﺪ؛ } ﺍﻫﺪﻧﺎ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ { ﻟﻠﻌﺒﺪ؛ }
ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ {
ﻟﻠﻌﺒﺪ؛ } ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻻ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ { ﻟﻠﻌﺒﺪ..
ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺛﻼﺙ ﺁﻳﺎﺕ ﻟﻠﻪ ﻋﺰّ
ﻭﺟﻞ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﻭﻟﻰ؛
ﻭﺛﻼﺙ ﺁﻳﺎﺕ ﻟﻠﻌﺒﺪ . ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺜﻼﺙ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ؛ ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ
ﻭﺭﺑِّﻪ . ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ..
ﺛﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻣﻦ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻔﻆ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ: ﺇﻥ
ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻟﺰﻡ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﻗﺪﺭ ﺁﻳﺘﻴﻦ؛ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ
ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﺼﺮ
ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ..
ﻓﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ
ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺭ..
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
)ﺍﻟْﺤَﻤْﺪُ ﻟِﻠَّﻪِ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ(
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ.:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ } :{ ﺍﻟﺤﻤﺪ { ﻭﺻﻒ
ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ،
ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ؛ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ،
ﻭﺍﻟﻮﺻﻔﻲ، ﻭﺍﻟﻔﻌﻠﻲ؛ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻣﻞ
ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ؛ ﻭﻻ
ﺑﺪ ﻣﻦ ﻗﻴﺪ ﻭﻫﻮ "ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ،
ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ" ؛ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ:
"ﻷﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ
ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺤﺒﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﻈﻴﻢ: ﻻ
ﻳﺴﻤﻰ ﺣﻤﺪﺍً؛ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﻣﺪﺣﺎً"؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ
ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺡ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً؛ ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ، ﺛﻢ
ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻭﺻﺎﻑ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ
ﻣﺤﺒﺔ ﻓﻴﻬﻢ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻮﻧﻪ، ﺃﻭ ﺧﻮﻓﺎً
ﻣﻨﻬﻢ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻤﺪﻧﺎ ﻟﺮﺑﻨﺎ ﻋﺰّ
ﻭﺟﻞّ ﺣﻤﺪَ ﻣﺤﺒﺔٍ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢٍ؛
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺻﺎﺭ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ
ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ؛
ﻭ "ﺃﻝ" ﻓﻲ } ﺍﻟﺤﻤﺪ {
ﻟﻼﺳﺘﻐﺮﺍﻕ: ﺃﻱ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﺪ..
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻟﻠﻪ :{ ﺍﻟﻼﻡ
ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺹ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ؛ ﻭ
"ﺍﻟﻠﻪ" ﺍﺳﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ؛ ﻻ
ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ؛ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ:
ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻩ . ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﺣﺒﺎً،
ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎً..
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ {؛ "ﺍﻟﺮﺏ" : ﻫﻮ ﻣﻦ
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺻﺎﻑ:
ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ؛ ﻓﻬﻮ
ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ
ﺍﻟﻤﺪﺑﺮ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ؛ ﻭ}
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ :{ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ؛
ﻭُﺻﻔﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻋَﻠَﻢ ﻋﻠﻰ
ﺧﺎﻟﻘﻬﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻔﻲ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺁﻳﺔ
ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ: ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺗﻪ،
ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ، ﻭﻋﺰﺗﻪ، ﻭﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ..
ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ:
.1 ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ: ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ "ﺃﻝ" ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﺍﻟﺤﻤﺪ {؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﻕ..
.2 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ
ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ
ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻩ ﻗﺎﻝ: "ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ" ؛
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ:
"ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ"[53] ..
.3 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺻﻒ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻔﻪ
ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻣﺎ ﻷﻥ "ﺍﻟﻠﻪ"
ﻫﻮ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻌَﻠَﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻪ،
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ؛
ﻭﺇﻣﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﺗﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻘﻂ..
.4 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﻋﻤﻮﻡ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ( ..
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
)ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢِ(
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ.:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ :{ } ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ { ﺻﻔﺔ
ﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ؛ ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ { ﺻﻔﺔ
ﺃﺧﺮﻯ؛ ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ { ﻫﻮ ﺫﻭ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ؛ ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ {
ﻫﻮ ﺫﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺻﻠﺔ؛ ﻓـ}
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ { ﻭﺻﻔﻪ؛ ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ {
ﻓﻌﻠﻪ؛ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺟﻲﺀ ﺑـ
"ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻭﺣﺪﻩ، ﺃﻭ ﺑـ
"ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ" ﻭﺣﺪﻩ ﻟﺸﻤﻞ ﺍﻟﻮﺻﻒ،
ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ؛ ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻧﺎ ﻓُﺴِّﺮ
} ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ { ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ؛ ﻭ} ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
{ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ..
ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ:
.1 ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ: ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻻﺳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻴﻦ . }
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ { ﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ؛
ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺻﻒ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻌﻞ..
.2 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺍﻟﻮﺍﺻﻠﺔ؛ ﻷﻧﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ: } ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ {
ﻛﺄﻥ ﺳﺎﺋﻼً ﻳﺴﺄﻝ: "ﻣﺎ ﻧﻮﻉ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺃﺧﺬ،
ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻡ؛ ﺃﻭ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺭﺣﻤﺔ،
ﻭﺇﻧﻌﺎﻡ؟" ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ..{
ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ
)ﻣَﺎﻟِﻚِ ﻳَﻮْﻡِ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ(
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ { ﺻﻔﺔ ﻟـ} ﺍﻟﻠﻪ {؛ ﻭ} ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ { ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؛ ﻭ}
ﺍﻟﺪﻳﻦ { ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ؛
ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎﻟﻚ
ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺎﺯﻯ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ؛ ﻓﻼ ﻣﺎﻟﻚ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ؛ ﻭ "ﺍﻟﺪﻳﻦ" ﺗﺎﺭﺓ ﻳﺮﺍﺩ
ﺑﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ؛
ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﻟﻲ
ﺩﻳﻦ{ ]ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ: [6 ، ﻭﻳﻘﺎﻝ:
"ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻳﻦ ﺗﺪﺍﻥ"، ﺃﻱ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ
ﺗُﺠﺎﺯﻯ..
ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻣﺎﻟﻚ {
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﺒﻌﻴﺔ: } ﻣَﻠِﻚ{، ﻭ
"ﺍﻟﻤﻠﻚ" ﺃﺧﺺ ﻣﻦ "ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ.."
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻴﻦ
ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ؛ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻪ
ﺟﻞّ ﻭﻋﻼ ﻣﻠﻚ ﺣﻘﻴﻘﻲ؛ ﻷﻥ ﻣِﻦ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣَﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎً، ﻭﻟﻜﻦ
ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺎﻟﻚ: ﻳﺴﻤﻰ ﻣﻠﻜﺎً ﺍﺳﻤﺎً
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺷﻲﺀ؛
ﻭﻣِﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣَﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﻟﻜﺎً، ﻭﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎً: ﻛﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﻣﺎﻟﻚٌ
ﻣﻠِﻚ..
ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ:
.1 ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ: ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ، ﻭﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﻷﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺗﺘﻼﺷﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺎﺕ،
ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﻙ..
ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﺃﻟﻴﺲ ﻣﺎﻟﻚ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺑﻠﻰ؛ ﻟﻜﻦ ﻇﻬﻮﺭ
ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ، ﻭﻣﻠﻜﻪ، ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ، ﺇﻧﻤﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺎﺩﻱ} :ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ{
]ﻏﺎﻓﺮ: [16 ﻓﻼ ﻳﺠﻴﺐ ﺃﺣﺪ؛
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ
ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ{ ]ﻏﺎﻓﺮ: [16 ؛ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻠﻮﻙ؛ ﺑﻞ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻠﻮﻙ
ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻟﻚ ﺇﻻ
ﻫﻢ؛ ﻓﺎﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ ﻣﺜﻼً ﻻ ﻳﺮﻭﻥ
ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺑﺎً ﻟﻠﺴﻤﻮﺍﺕ،
ﻭﺍﻷﺭﺽ؛ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ:
ﺃﺭﺣﺎﻡ ﺗﺪﻓﻊ، ﻭﺃﺭﺽ ﺗﺒﻠﻊ؛ ﻭﺃﻥ
ﺭﺑﻬﻢ ﻫﻮ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ..
.2 ﻭﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ: ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: )
ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ (
.3 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺣﺚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳُﺪﺍﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ..
ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ
)ﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﻌْﺒُﺪُ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﺴْﺘَﻌِﻴﻦُ(
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ {؛
} ﺇﻳﺎﻙ :{ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺑﻪ ﻣﻘﺪﻡ؛
ﻭﻋﺎﻣﻠﻪ: } ﻧﻌﺒﺪ {؛ ﻭﻗُﺪِّﻡ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻹﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺼﺮ؛ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ: ﻻ
ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻙ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﻔﺼﻼً
ﻟﺘﻌﺬﺭ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺣﻴﻨﺌﺬ؛ ﻭ} ﻧﻌﺒﺪ {
ﺃﻱ ﻧﺘﺬﻟﻞ ﻟﻚ ﺃﻛﻤﻞ ﺫﻝّ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ
ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﺷﺮﻑ
ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﺊ
ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺫﻻً ﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ: ﻳﺴﺠﺪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ؛ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ . ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺫﻻً ﻟﻠﻪ؛ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ
ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻗﺎﻝ: "ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﺳﺠﺪ ﻟﻲ" ﻣﺎ ﻭﺍﻓﻖ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﺑﺪﺍً؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻝ ﻟﻠﻪ
ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﻭﺣﺪﻩ..
ﻭ "ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ" ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻓﻌﻞ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻭﺗﺮﻙ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ؛ ﻷﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺎﺑﺪ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ
ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﺑﺪﺍً ﺣﻘﺎً؛
ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻋﺎﺑﺪﺍً ﺣﻘﺎً؛ ﺍﻟﻌﺒﺪ: ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺩﻩ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ؛ ﻓـ "ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ" ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃُﻣﺮ
ﺑﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧُﻬﻲ ﻋﻨﻪ؛
ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻫﺬﺍ
ﺑﻐﻴﺮ ﻣﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ { ﺃﻱ ﻻ
ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ،
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻭ "ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ" ﻃﻠﺐ
ﺍﻟﻌﻮﻥ؛ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ،
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﺪﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻗﻴﺎﻡ
ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻛﻤﻞ ﺇﻻ
ﺑﻤﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﺇﻟﻴﻪ،
ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ..
ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ:
.1 ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ:
ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ {؛ ﻭﺟﻪ
ﺍﻹﺧﻼﺹ: ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ..
.2 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺇﺧﻼﺹ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ {، ﺣﻴﺚ
ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ..
ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ:
ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ
ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ{ ]ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: [2 ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ: "ﺗﻌﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺑﺘﻪ،
ﻓﺘﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﺗﺮﻓﻊ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻣﺘﺎﻋﻪ ﺻﺪﻗﺔ"؟(54) ..
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﻧﻮﻋﺎﻥ: ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺗﻔﻮﻳﺾ؛
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ
ﻭﺟﻞّ، ﻭﺗﺘﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ، ﻭﻗﻮﺗﻚ؛
ﻭﻫﺬﺍ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ؛
ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻤﺎ
ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ: ﻓﻬﺬﻩ ﺟﺎﺋﺰﺓ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻪ ﺣﻴﺎً ﻗﺎﺩﺭﺍً
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺎﻧﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﺒﺎﺩﺓ؛
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ{ ]ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ:
.[ 2
ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻭﻫﻞ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻓﻲ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ؟
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻻ؛ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺠﻮﺯ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻭﺃﻣﺎ
ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ
ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ: ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ
ﺑﺼﺎﺣﺐ ﻗﺒﺮ ﻓﻬﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ؛ ﺑﻞ
ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ؛ ﻷﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻻ
ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻴﺌﺎً؛ ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﻌﻴﻨﻪ!!! ﻭﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻐﺎﺋﺐ
ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﺜﻞ ﺃﻥ
ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻟﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ
ﺑﻠﺪﻩ: ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ؛ ﻷﻧﻪ
ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ..
ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ
ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕَ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺠﻮﺯ
ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺘﻪ ﺑﻪ؟
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ
ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺄﺣﺪ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﺃﻭ
ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳُﺴَﺮ ﺑﺬﻟﻚ،
ﻓﻴﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺩﺧﺎﻝ
ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ
ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ
ﻟﺬﻟﻚ..
ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ
)ﺍﻫْﺪِﻧَﺎ ﺍﻟﺼِّﺮَﺍﻁَ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻘِﻴﻢَ(
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺍﻫﺪﻧﺎ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ :{
} ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ { ﻓﻴﻪ ﻗﺮﺍﺀﺗﺎﻥ:
ﺑﺎﻟﺴﻴﻦ: }ﺍﻟﺴﺮﺍﻁ{ ، ﻭﺑﺎﻟﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ: } ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ {؛ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
ﺑـ} ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ { ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ؛ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
ﺑـ "ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ" ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ،
ﻭﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﻘﻮﻟﻚ} :
ﺍﻫﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ {
ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎً ﻧﺎﻓﻌﺎً،
ﻭﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎً؛ ﻭ} ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ {
ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺍﻋﻮﺟﺎﺝ ﻓﻴﻪ..
ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ:
.1 ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ: ﻟﺠﻮﺀ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﺑﻌﺪ
ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺘﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻥ
ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ
ﺑﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺇﺧﻼﺹ؛ ﻳﺪﻝ
ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ {؛
ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻳﺘﻘﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ؛ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :
ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ {؛ ﻭﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ
ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ؛ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﺍﻫﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ {؛
ﻷﻥ } ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ { ﻫﻮ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
.2 ﻭﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ: ﺑﻼﻏﺔ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺣﻴﺚ ﺣﺬﻑ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﺠﺮ
ﻣﻦ } ﺍﻫﺪﻧﺎ {؛ ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ: ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻃﻠﺐ
ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ: ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ،
ﻭﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ
ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ: ﻫﺪﺍﻳﺔ
ﻋﻠﻢ، ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ؛ ﻭﻫﺪﺍﻳﺔ ﺗﻮﻓﻴﻖ،
ﻭﻋﻤﻞ؛ ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ
ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ؛ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﻗﺪ
ﻫﺪﻯ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
}ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺪًﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ{ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:
[185 ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ
ﻟﻠﻬﺪﻯ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﺭﻳﺐ
ﻓﻴﻪ ﻫﺪًﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ{ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: [2
ﻭﻫﺬﻩ ﻗﺪ ﻳﺤﺮﻣﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻭﺃﻣﺎ ﺛﻤﻮﺩ
ﻓﻬﺪﻳﻨﺎﻫﻢ ﻓﺎﺳﺘﺤﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻰ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻯ{ ]ﻓﺼﻠﺖ: [17 :
}ﻓﻬﺪﻳﻨﺎﻫﻢ{ ﺃﻱ ﺑﻴّﻨّﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ،
ﻭﺩَﻟَﻠْﻨﺎﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ
ﻳﻮﻓﻘﻮﺍ..
.3 ﻭﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺔ: ﺃﻥ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ:
ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﻣﻌﻮﺝ؛ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺎً ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﺻﺮﺍﻃﻲ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ{
]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: [153 ؛ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻌﻮﺝ..
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
)ﺻِﺮَﺍﻁَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﻧْﻌَﻤْﺖَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ
ﻏَﻴْﺮِ ﺍﻟْﻤَﻐْﻀُﻮﺏِ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻭَﻻ
ﺍﻟﻀَّﺎﻟِّﻴﻦَ(
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ.:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺻﺮﺍﻁ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ { ﻋﻄﻒ
ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ {؛ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻣﻦ ﻳﻄﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺣﺴﻦ
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺭﻓﻴﻘﺎً) {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.(69 :
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ :{ ﻫﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ،
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ
ﺑﻪ..
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻭﻻ
ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ :{ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻗﺒﻞ
ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻐﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻖ ﺟﺎﻫﻼً ﺑﻪ..
ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }
ﻋﻠﻴﻬﻢ { ﻗﺮﺍﺀﺗﺎﻥ ﺳﺒﻌﻴﺘﺎﻥ:
ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺿﻢ ﺍﻟﻬﺎﺀ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻛﺴﺮﻫﺎ؛ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ
ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ
ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻮﺟﻮﻩ ﺛﻼﺛﺔ.:
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﺫﺍ
ﺭﺃﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﺪ ﻣﻸ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ،
ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻭﻩ ﻣﺮﺓً ﻛﺬﺍ،
ﻭﻣﺮﺓ ﻛﺬﺍ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ؛
ﻷﻧﻬﻢ ﻋﻮﺍﻡ ﻻ ﻳُﻔﺮﻗﻮﻥ..
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ
ﻳﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﺃ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ؛ ﻓﻴﺒﻘﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﻲ
ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ..
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ
ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ، ﻭﺃﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻤﺎً ﺑﻤﺎ ﻗﺮﺃ،
ﻓﺬﻫﺐ ﻳﻘﻠﺪﻩ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺨﻄﺊ، ﺛﻢ
ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺃﻫﺎ . ﻭﻫﺬﻩ
ﻣﻔﺴﺪﺓ..
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲّ: "ﺣﺪِّﺛﻮﺍ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ؛ ﺃﺗﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ
ﻳُﻜﺬﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ"(55) ، ﻭﻗﺎﻝ
ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ: "ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﺤﺪﺙ
ﻗﻮﻣﺎً ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻻ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺇﻻ
ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻓﺘﻨﺔ"(56) ؛ ﻭﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﺁﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻋﻤﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻫﺸﺎﻡ
ﺧﺎﺻﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻬﺸﺎﻡ: "ﺍﻗﺮﺃ" ،
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺰﻟﺖ" ، ﺛﻢ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻟﻌﻤﺮ: "ﺍﻗﺮﺃ" ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
"ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺰﻟﺖ"(57) ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺣﺮﻑ، ﻓﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺟﻤﻌﻬﺎ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ
ﺣﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺮﻑ، ﻓﺨﺎﻑ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺪ ﺍﻟﺨﻼﻑ،
ﻓﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ . ﻭﻫﻮ
ﺣﺮﻑ ﻗﺮﻳﺶ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑُﻌﺚ ﻣﻨﻬﻢ؛ ﻭﻧُﺴﻴَﺖ
ﺍﻷﺣﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮﻯ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ
ﺑﺼﺤﺎﺑﻲ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻌﺎﻣﻲ
ﻳﺴﻤﻌﻚ ﺗﻘﺮﺃ ﻏﻴﺮ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﺪﻩ!
ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ: ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻣﺘﻔﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﻗﺮﺍﺀﺓ، ﻭﺃﻧﻪ
ﻟﻮ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ؛ ﻓﺪﻉ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ،
ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ..
ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ:
.1 ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ: ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺍﻫﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ :{ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺠﻤﻞ؛
)ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻔﺼﻞ؛ ﻷﻥ ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ، ﺛﻢ
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ: ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻞ ﺗﺘﺮﻗﺐ،
ﻭﺗﺘﺸﻮﻑ ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ؛ ﻓﺈﺫﺍ
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ
ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ ﻣﺘﺸﻮﻓﺔ ﺇﻟﻴﻪ؛
ﺛﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻫﻨﺎ: ﻭﻫﻮ
ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ..
.2 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﻫﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻀﻞ
ﻣﺤﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ..
.3 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ: ﻗﺴﻢ ﺃﻧﻌﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻭﻗﺴﻢ ﻣﻐﻀﻮﺏ
ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻭﻗﺴﻢ ﺿﺎﻟﻮﻥ؛ ﻭﻗﺪ
ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ..
ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ: ﺇﻣﺎ ﺍﻟﺠﻬﻞ؛
ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ؛ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﺐُ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ؛ ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﺐ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖ . ﻭﻋﻠﻰ
ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺤﺎﻟﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ . ﺃﻋﻨﻲ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ؛ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻓﻘﺪ
ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﻩ؛ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ
ﻫﻢ، ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺳﻮﺍﺀً . ﻛﻠﻬﻢ
ﻣﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ..
.4 ﻭﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ:
ﺑﻼﻏﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ..
.5 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻷﺷﺪ،
ﻓﺎﻷﺷﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪﻡ
ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ؛
ﻷﻧﻬﻢ ﺃﺷﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ
ﻳﺼﻌﺐ ﺭﺟﻮﻋﻪ . ﺑﺨﻼﻑ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ..
ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ
ﻫﺬﻩ ﻋﻈﻴﻤﺔ؛ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻻ ﻟﻲ،
ﻭﻻ ﻟﻐﻴﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻤﻌﺎﻧﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ
ﺑﺤﺮ؛ ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﻜﺘﺎﺏ "ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ"
ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ..
--------------------
(47) ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺹ61،
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺫﺍﻥ، ﺑﺎﺏ :104 ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ 772؛ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ
ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺹ740 ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ،
ﺑﺎﺏ :11 ﻭﺟﻮﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺭﻛﻌﺔ، ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ 878 [38] 395؛
ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﻪ
ﺹ1968، ﻛﺘﺎﺏ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺑﺎﺏ :15
ﻭﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ، ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ 3124،
ﻭﻟﻔﻈﻪ: "ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻡ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﺜﺎﻧﻲ."