ﻣﺎ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸـــــﺮ ؟
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﺍﻟﻨﺼﺐ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ
ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻭ
ﻣﺎﺕ ﻏﺮﻗﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ ﺍﺑﺘﻠﻌﺘﻪ ﺃﻓﻌﻰ ﺃﻭ
ﻧﻬﺸﺘﻪ ﺣﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﺣﺮﻕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺫﺭﻱ ﺭﻣﺎﺩﺍً
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ , ﻳﻌﻴﺪﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺪﻫﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﻧﻤﺎ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺑﻀﺮﻭﺏ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻌﻢ ﴿ ﺯﻋﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻟﻦ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ
ﻗﻞ ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻲ ﻟﺘﺒﻌﺜﻦ ﺛﻢ ﻟﺘﻨﺒﺌﻦ ﺑﻤﺎ
ﻋﻤﻠﺘﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﴾ ﴿
ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﻳﻮﻡ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ
ﻗﺮﻳﺐ ﻳﻮﻡ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﺼﻴﺤﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺫﻟﻚ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﴾ ﻭﺍﻟﺼﻴﺤﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺨﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﻤﻴﺎﺕ
ﻟﺸﻰﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﺳﻴﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻣﻠﻚ ﻳﺴﻤﻰ " ﺍﺳﺮﺍﻓﻴــــﻞ "
ﻭﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺨﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻷﻧﻪ ﻫﻨﺎﻙ
ﻧﻔﺨﺘﺎﻥ , ﻧﻔﺨﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﻧﻔﺨﻪ ﺛﺎﻧﻴﻪ ,
ﺍﻟﻨﻔﺨﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ "
ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻔﺰﻉ ﻣﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ " ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺠﻨﻪ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﺠﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﺬﻱ
ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﺛﺎﻧﻴﻪ ,
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ , ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺮﺍﻓﻴﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ , ﺭﺁﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻗﺪ
ﻗﺪﻡ ﺭﺟﻼً ﻭﺃﺧﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺎﺳﻜﺎً ﺍﻟﺒﻮﻕ ﺑﻴﺪﻩ
ﻭﻗﺪ ﺣﻨﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺷﺎﺧﺺ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ , ﺷﺎﺧﺺ ﺍﻟﻰ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻳﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﻑ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻴﺨﺮﺝ
ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺦ ﺑﺎﻟﺒﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﻩ
ﻋﺎﺋﺸﻪ " ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻟﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﻗﻠﻴﻞ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﻪ
ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺎﻡ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻢ
ﻗﺮﻧﻪ , ﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺭﺟﻼَ ﻭﺃﺧﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ , ﻗﺪ
ﺣﻨﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺷﺎﺧﺺ ﺍﻟﻰ ﻋﺮﺵ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻹﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟﻠﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﻕ " ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﺸﻌﺮﻧﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ , ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ
ﻧﺤﻴﺎ ﺍﻟﻨﻔﺨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﻕ , ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ
ﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ " ﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ " ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
" ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻪ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﻪ " ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ "ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻧﺒﻴﺎً ﺍﻥ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻢ ﺑﻮﻗﻪ ﻳﺨﺸﻰ ﺃﻥ
ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﻹﺫﻥ ﺑﺎﻟﻨﻔﺦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ , ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ
ﺍﻟﻨﻔﺨﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ , ﺛﻢ ﺗﺠﻰﺀ ﺍﻟﻨﻔﺨﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻪ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﺼﻌﻖ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﻦ
ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﴾ , ﺍﻟﻨﻔﺨﻪ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻪ : ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﻤﻮﺕ
ﺍﺳﺮﺍﻓﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﻕ ﻭﻳﻘﻒ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺀﻩ , ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀﻩ , ﻳﻘﻒ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﻛﻨﺖ
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﺎ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ , ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ؟ ﺃﻳﻦ
ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ؟ ﺃﻳﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺫﻭ
ﺍﻷﻭﺗﺎﺩ ؟ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻃﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﻓﺄﻛﺜﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺑﻚ
ﺻﻮﺕ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻥ ﺭﺑﻚ ﻟﺒﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ؟ ﺃﻳﻦ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ؟ ﺛﻢ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ﻣﻦ
ﻗِـﺒَﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﺨﺮﻩ ,
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﻢ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﻪ , ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮﻩ
ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ
ﺍﻷﺣﺪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻟﻠﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ , ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ
ﻳﻨﺸﻖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺒﺮ , ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ
ﻗﺒﺮﻩ ؟ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻫﻮ
ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻠﻪ ﻭﻣﺒﻴﻦ ﺍﻟﺤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻫﻮ
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺳﺎﻋﺔ ﺃﻥ
ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ
ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﻣﺎﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ
ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻤﺎ
ﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ " ﺃﺣﻤﺪ " ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ " ﺑﻦ
ﻣﺎﺟﻪ " ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻣﺎﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ
ﻣﻠﻚ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﺮﻑ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ
ﻭﻳﺘﻜﺤﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻫﻮ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎﻟﺬﻱ
ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ؟ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ
ﻓﺎﻃﻤﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺧﺪﻳﺠﻪ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺻﻔﻴﻪ ﻋﻤﺘﻪ ﺍﻧﻤﺎ
ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ
ﻭﻳﺘﻀﺮﻉ ﻭﻳﻘﻮﻝ " : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ
ﻓﺎﻃﻤﻪ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻭﻻ ﺧﺪﻳﺠﻪ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﻻ
ﺻﻔﻴﻪ ﻋﻤﺘﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻣﺘﻲ ﺃﻣﺘﻲ
ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻠﻲ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﻴﻨﺎﺩﻯ ﻣﻦ
ﻗـِﺒَﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻳﺎﻣﺤﻤﺪ : ﻭﻋﺰﺗﻲ
ﻭﺟﻼﻟﻲ ﻷﻗﺴﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ
ﺃﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻣﺘﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺭﺣﻤﺘﻲ
ﺭﺣﻤﺘﻲ " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺣﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ , ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻻﻳﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺃﻱ
ﺟﻬﻪ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ؟
ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻘﻪ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ " ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ
ﻭﺟﺪ ﻣﻠﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﺜﺒﺘﺎﻧﻪ
ﻭﻳﺆﻣﻨﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻼﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰﻭﺟﻞ " ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻧﺒﻴﺎً ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﺃﻋﺮﻑ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﻣﻦ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ "
ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺤﺸﺮ :
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻱ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪ " ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ " ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ , ﻟﻮﻻ
ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ
ﻣﺎﺗﺮﻭﻥ !!! ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺣﺸﺮ , ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺚ , ﻟﻮﻻ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻏﺎﺑﻪ ﻳﻌﺘﺪﻱ ﺍﻟﻘﻮﻱ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ , ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻣﻨﻬﺎ
ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ , ﻟﻜﻦ ﻫﻮﻝ
ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﻳَﻌُﻒ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ , ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻋﻤﺮ
ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺜﻮﺏ ﻣﺮﻗﻊ ﻭﺗﺤﺖ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻛﻨﻮﺯ
ﻛﺴﺮﻯ ﻭﻗﻴﺼﺮ !! ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺸﺮ , ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺄﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﻃﺐ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ , ﻫﺬﺍ
ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺸﺮ ﻷﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺤﺸﺮ , ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻵﻥ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻵﺧﺮﻩ ﺩﺑﺮ ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ
ﻭﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ , ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﺸﺮ
ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﺫﺍ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﺫﺍ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ , ﺍﺫﺍ
ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺎﻩ , ﻭﺍﺫﺍ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺭﻛﻠﻬﺎ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ
ﻳﻔﻀﺢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ ,
ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﺸﺮ , ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﻘﻂ , ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻮﻕ ﻳﻨﺘﻬﻲ
ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ , ﺃﻳﻌﻘـﻞ ﻫﺬﺍ ؟ ﺃﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ
ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﺳﺮﻕ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﺧﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﻭﻧﻬﺐ ﺍﻟﻨﺎﻫﺐ
ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﻏﺼﺐ ﺍﻟﻐﺎﺻﺐ ؟ ﻫﻞ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺕ
ﻭﻓﻘﻂ ؟ ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ
ﺣﺸﺮ ﻭﺑﻌﺚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ؟ ﺍﻥ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﺤﻴﻠﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﻪ ,
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻤﻨﺼﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﻪ ؟
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻌﺮﺷﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ
ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ " ﺣﺎﻣﻴﻬﺎ
ﺣﺮﺍﻣﻴﻬﺎ " ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ , ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻣﻲ ,
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺐ ﺇﺫﺍ ﺃﻓﻠﺖ
ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻠﺖ
ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻭﻓﻘﻂ ؟ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ
ﻛﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻗﺮﺃﺕ
ﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻟــ" ﻛﺎﻧــﺖ " ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ :
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﺼﻞ ﺛﺎﻥٍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻪ , ﻷﻧﻨﺎ
ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻇﺎﻟﻤﺎً ﻭﻣﻈﻠﻮﻣﺎً , ﻏﺎﻟﺒﺎً
ﻭﻣﻐﻠﻮﺑﺎً ﻭﻻ ﻧﺠﺪ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﻑ , ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ
ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﻑ , ﻭﻋﻔﻮﻛﻢ ﻳﺎ
ﺃﺧﻮﻩ ﺍﺫﺍ ﺿﺮﺑﺖ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﺮﺏ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﻩ ﺑﺸﻰﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ , ﺍﺫﺍ
ﺩﺧﻠﺖ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻴﻠﻤﺎً ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺎً , ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﻪ , ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻭﻗﻄﻊ
ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﻒ , ﺳﺘﺘﻜﻠﻢ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ
ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﺃﻳﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ
ﻷﺑﻄﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ؟ ﺃﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﺩ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺃﻧﺖ
ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ،
ﺃﻧﺖ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭ
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻴﺮ, ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ
ﻣﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺮﺏ
ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟ ﻻﺑﺪ
ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﺣﺸﺮ , ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺛﻢ ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻣﺎ ﺻﻔﺔ
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ؟
ﺻﻔــﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ:
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻟﻔﻀﺔ
ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺔ ، ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻧﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻴﻬﺎ
ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻗﻂ " ﻭ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
ﻓﻘﻞ ﻳﻨﺴﻔﻬﺎ ﺭﺑﻲ ﻧﺴﻔﺎ ﻓﻴﺬﺭﻫﺎ ﻗﺎﻉً
ﺻﻔﺼﻔﺎ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻮﺟﺎً ﻭ ﻻ ﺃﻣﺘﺎ " ﻓﻼ
ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺘﻮﺀ ﻭ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻨﺨﻔﻀﺎﺕ , ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ
ﻳﺤﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻧﻲ ﻭ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ
ﺳﻮﻑ ﻳﺤﺸﺮﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻔﺎﺓ
ﻋﺮﺍﺓ ﻏﺮﻻ " ﻭ ﻏﺮﻻً ﺃﻱ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﻮﻧﻴﻦ
ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ : ﻭﺍ ﺳﻮﺀﺗﺎﻩ
ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻳﻨﻈﺮ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ؟ ) ﺃﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ؟ ( ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ
ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ
ﻓﻜﻞ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻓﻘﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻣﺎ ﺷﻐﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ" : ﻟﻜﻞ ﺍﻣﺮﺉ
ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬٍ ﺷﺄﻥ ﻳﻐﻨﻴﻪ "، ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﻪ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉٍ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻬﻼﻙ؟ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺗﺤﺸﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ
ﺗﻌﺎﻟﻰ" : ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺣﺸﺮﺕ "
ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻷﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ
ﻟﻬﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻋﺬﺑﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺮﺓ ﺣﺒﺴﺘﻬﺎ ﻻ ﻫﻲ ﺃﻃﻌﻤﺘﻬﺎ
ﻭ ﺳﻘﺘﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻫﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻦ
ﺧﺸﺎﺵ ﺍﻷﺭﺽ "ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ
ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺗﺤﺸﺮ ﻣﻨﻜﺴﺔ ﻟﺮﺅﻭﺳﻬﺎ ﺣﻴﻴﺔ
)ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ( ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﻀﺒﺎً
ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺟﺪﺍً ﺛﻢ ﺗﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻟﻤﺎ ﺳﺠﺪﺕ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﺠﺪﺕ
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ؟ ﻓﺘﻘﻮﻝ: ﺳﺠﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ
ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺑﻨﻲ
ﺁﺩﻡ , ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ.
ﻣﺎ ﺻـﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤـﺸﺮ؟
ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺮﺍﺗﻜﻢ ﺻﻮﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ
ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ
ﺃﺗﻢ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺻﻮﺭﺗﻨﺎ
ﻧﺤﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ؟ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻳﻦ
ﺳﻨﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ؟ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ: ﺻﻨﻒ ﺭﻛﺒﺎﻧﺎً
)ﺗﺠﻲﺀ ﺭﺍﻛﺐ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﻮﺍ
ﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻛﺒﻮﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ( ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ
ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ) ﺷﺨﺺ ﻭﺍﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ
ﻫﻴﺌﺔ ﻧﻮﺭ ( ﺃﺭﻛﺒﻨﻲ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ:
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﺭﻛﺒﻚ ؟! ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺃﻧﺎ
ﻋﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺭﻛﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺁﻥ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻘﻮﻝ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﻓﻴﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ
ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ
ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺎ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ " ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺻﻨﻒ ﺭﻛﺒﺎﻥ ﻭ ﺻﻨﻒ ﻣﺸﺎﻩ
)ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻄﻮﺍ ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻭ ﺁﺧﺮ
ﺳﻴﺌﺎ( ﺛﻢ ﺻﻨﻒ ﻳﺤﺸﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ
ﻗﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ :
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺸﺎﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻥ
ﻳﻤﺸﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ " ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺸﻲ
ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻟﺒﻄﻨﻪ ﻭ
ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﺰﺧﺮﻓﺔ ﺑﻴﺘﻪ ﻭ
ﻟﻮ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ
ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻣﺠﺪﻩ ﻭ ﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ
ﺑﻄﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﺬﺍ
ﻳﺤﺸﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﺛﻢ ﺍﻧﻈﺮ
ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ
ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ " ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺭﺍﻏﺒﻴﻦ
ﻭﺭﺍﻫﺒﻴﻦ ﻭﺍﺛﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌﻴﺮ ﺛﻢ ﺗﺤﺼﺪ ﺑﻘﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺒﻴﺖ ﻣﻌﻬﻢ
ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻭ ﺗﻘﻴﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭ
ﺗﻤﺴﻲ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺃﻣﺴﻮﺍ " ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺎﺱ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﺗﺒﻴﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﺗﻤﺴﻲ ﻣﻌﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻟﻴﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻧﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻮﻟﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺭ, ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺴﺎﺩﺍً ﺛﻢ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺃﻳﻀﺎ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ:
" ﻳﺤﺸﺮ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻤﻦ ﻣﺎﺕ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻌﺚ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ
ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺸﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺤﺮﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ" :ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﺤﺮﻣﺎً
ﺣﺸﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻠﺒﻴﺎً ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺒﻴﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﻟﺒﻴﻚ، ﻟﺒﻴﻚ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ ﻟﺒﻴﻚ "، " ﻭ
ﻧﺤﺸﺮﻫﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ
ﻋﻤﻴﺎً ﻭ ﺑﻜﻤﺎً ﻭ ﺻﻤﺎ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺟﻬﻨﻢ ﻛﻠﻤﺎ
ﺧﺒﺖ ﺯﺩﻧﺎﻫﻢ ﺳﻌﻴﺮﺍ " ﻗﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺸﺮ ﺃﻋﻤﻰ؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭ ﻗﻀﺎﺋﻪ ، ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺸﺮ ﺃﺻﻢ ﺃﺑﻜﻢ ؟
ﻗﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺃﻛﻠﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎ , ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻗﺎﻝ " : ﻳﺤﺸﺮ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﺄﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺬﺭ ﺗﻄﺄﻫﻢ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻟﻬﻮﺍﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﻴﻞ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﻦ
ﻫﺆﻻﺀ؟ ﻗﺎﻝ : ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻭﻥ" ،
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻔﺦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﻮﻑ
ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﺆﻻﺀ
ﻳﺠﻴﺌﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﻥ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺇﻥ
ﺍﺳﺘﺒﺪﻭﺍ ﻳﺠﻲﺀ ﺑﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﺤﺖ
ﻧﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻈﺎﻟﻢ
ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ": ﺭﺑﻨﺎ ﺃﺭﻧﺎ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺿﻼﻧﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻦ ﻭ ﺍﻹﻧﺲ ﻧﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻨﺎ
ﻟﻴﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﻠﻴﻦ, " ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ
ﻭ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭ ﻫﺬﻩ
ﻫﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ.
ﻣﺎ ﺍﻟـﺬﻯ ﻳﻨﺠﻴـﻨﺎ ﻣﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ؟
﴿ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺇﻥ ﺯﻟﺰﻟﺔ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺷﻲﺀ ﻋﻈﻴﻢ ﴾ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺧﻮﺓ ﺃﺥ
ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ
ﺯﻟﺰﺍﻝ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ , ﻳﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ
ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺧﻴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﺘﺴﻞ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻭ
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻠﻤﺎ
ﺃﺣﺴﺖ ﺑﺎﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺧﺮﺟﺖ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻭ
ﺣﻤﻠﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻧﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ
ﻫﻲ ﻗﺪ ﺣﻤﻠﺖ ﺣﺬﺍﺀﻫﺎ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻭﻟﺪﻫﺎ
ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻬﻮﻝ !! ﻫﺬﺍ ﻣﻦ
ﺯﻟﺰﺍﻝ ﺑﺴﻴﻂ ﴿ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ
ﺇﻥ ﺯﻟﺰﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﻪ ﺷﻰﺀ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﻮﻡ
ﺗﺮﻭﻧﻬﺎ ﺗﺬﻫﻞ ﻛﻞ ﻣﺮﺿﻌﻪ ﻋﻤﺎ ﺃﺭﺿﻌﺖ
ﻭﺗﻀﻊ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﺣﻤﻞ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺳﻜﺎﺭﻯ ﻭﻣﺎﻫﻢ ﺑﺴﻜﺎﺭﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺬﺍﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﴾ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻨﺠﻴﻨﺎ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺸﺮ ؟ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ؟ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻬﻮﻧﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ,
ﻟﻜﻦ.. ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؟
ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻨﺠﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺧﺘﺒﺎﺭ ؟
ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻩ , ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻠﺤﻖ ﺃﻭ ﺩﻭﺭ ﺛﺎﻧﻲ
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﺐ ﻭﺗﻌﻮﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ
ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮﻩ ﻻﻣﻠﺤﻖ
ﻓﻴﻪ , ﻻﺗﻌﻮﻳﺾ ﻓﻴﻪ , ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻮﻡ ﻳﺴﻤﻰ "
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ " ﺳﻮﻑ ﻳﻤﺘﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻋﺮﺑﻬﻢ ﻭﻋﺠﻤﻬﻢ , ﺃﺳﻮﺩﻫﻢ
ﻭﺃﺑﻴﻀﻬﻢ , ﺳﻮﻑ ﻳﻘﺎﺿﻮﻥ ﻟﻔﺼﻞ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ, ﻫﻞ
ﺯﺭﻋﻮﺍ ؟ ﻓﻬﻢ ﻳﺤﺼﺪﻭﻥ , ﻫﻞ ﻏﺮﺳﻮﺍ
ﻓﻬﻢ ﻳﺠﺘﻨﻮﻥ ؟ ﺃﻡ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﺿﻴﻌﻮﺍ
ﻭﺃﺿﺎﻋﻮﺍ ؟ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻨﺠﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻮﺍﻝ
ﺍﻟﺤﺸـﺮ ؟ ﻭﺍﺳﻤﻊ ﺍﻹﺟﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ "
ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ ﺃﺟﻮﻉ ﻣﺎﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻗﻂ , ﺃﻇﻤﺄ ﻣﺎﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻂ , ﺃﻋﺮﻯ ﻣﺎﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻗﻂ , ﺃﻧﺼﺐ ﻣﺎﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻂ , ﻓﻤﻦ ﺃﻃﻌﻢ
ﻟﻠﻪ ﺃﻃﻌﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻭﻣﻦ
ﺳﻘﻰ ﻟﻠﻪ ﺳﻘﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ,
ﻭﻣﻦ ﻛﺴﺎ ﻟﻠﻪ ﻛﺴﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ,
ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺍﺣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ " ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ "
ﻣﻦ ﺃﻃﻌﻢ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻟﻘﻤﻪ ﻣﻦ ﺣﻼﻭﻩ
ﺧﻔﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ
" ﻓﺎﻟﺤﺸـﺮ ﻟﻪ ﻣﺮﺍﺭﻩ ﻭﻟﻪ ﺻﻌﻮﺑﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻣﻦ ﻛﺴﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎً
ﺃﻭ ﺃﻃﻌﻤﻪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺳﻘﺎﻩ ﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎً
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ " ﺑﻬﺬﺍ
ﻧﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﻧﺘﻘﻲ ﺃﻫﻮﺍﻟﻪ , ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻷﺧﻮﻩ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺸﺮ , ﻋﻦ
ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺸﺮ , ﻋﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺸﺮ ,
ﻋﻦ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ , ﻋﻦ ﺻﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ , ﻋﻦ ﺃﺭﺽ
ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ , ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺠﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﻪ ﺍﻟﺴﺪﺍﺳﻴﻪ ﻛﺎﻧﺖ
ﺧﻄﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ : ﺍﻟﺒﺮ ﻻ
ﻳﺒﻠﻰ ﻭﺍﻟﺬﻧﺐ ﻻﻳﻨﺴﻰ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ,
ﺍﻋﻤﻞ ﻣﺎﺷﺌﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻳﻦ ﺗﺪﺍﻥ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ "
ﺍﺩﻋـﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻧﺘـﻢ ﻣﻮﻗﻨـﻮﻥ ﺑﺎﻹﺟــــﺎﺑﻪ "
ﻟـ ﺣﻔ