تفسير الطبرى لقول من كان يريد العزة فلله العزة جميعا

عرض افتراضى عرض شجرى مواد ذات صلة الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة فاطر » القول في تأويل قوله تعالى " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا "
فتاوى مقالات صوتيات
* أفضل الذكر وأفضل الدعاء

* فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل قدير

* ثواب من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة

* لا إله إلا الله : أفضل الذكر

* الاستعاذة بالله من الشيطان أفضل وسيلة لطرده

* صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* الآثار الواردة في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* الذكر المأثور لمن أراد تحصيل أجرعتق رقبة

* الأمور المعينة على رد كيد الشيطان ووسوسته

* هل الذكر أفضل أم الدعاء ؟

* دعاء المكروب، وحديث: "ياودود، ياذا العرش المجيد..."

* الدعاء بـ "حسبنا الله ونعم الوكيل"

* الذكر بعد الصلاة من السنن الثابتة

* المطلوب ذكر الله في كل حين

* يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم

* دعاء الله تعالى وسؤال الفردوس من العمل

* من لم يسأل الله يغضب عليه

* فترة العمرة كلها موطن للدعاء لا سيما الطواف والسعي

* الدعاء أفضل العبادات

* المشكلة ليست في الدعاء إنما هي ابتلاء

* الصلاة على النبي...ثوابها..وأفضل أوقاتها

* الأدلة على جواز الدعاء بعد الدرس

* الدعاء بأمر جائز مطلوب من العباد

* فضيلة الدعاء..وحكم قراءة سورة بعدد معين والدعاء بعدها

* الحكمة من استنصار النبي ربه يوم بدر مع تحققه من النصر

* لا بأس بذكر الله من غير تخصيص بعد أذكار الصباح والمساء

* أفضل صيغ الثناء على الله وأكملها

* جزاء قول لا إله إلا الله

* ينال الثواب بالنية من حيل بينه وبين العمل

* فضيلة وكيفية الدعاء لمحمد صلى الله عليه وسلم

* الاستغفار...معناه وثمراته

* الدعاء معناه وأهميته وأسباب استجابته

* الدعاء من أقوى أسباب الشفاء

* أحوال الذكر الثلاث

* لا نهاية للثناء على الله وإن كثر

* عليك بكثرة الاستغفار والدعاء

* دعاء هز السموات - بيان وتوضيح

* معنى الصلاة على النبي وآله

* دعاء السوق وفضله

* موقف الشرع من الزيادة على الأذكار المحددة بعدد معين

* فضيلة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة

* الصلاة على النبي.. فضلها.. وحكمها في السجود

* حكم الصلاة والسلام على غير الأنبياء

*

* أذكار في مضاعفة الثواب

* الجمع بين صوم التطوع والإكثار من الذكر أزكى وأولى

* التسبيح قبل الفجر له مزية خاصة

* لا تعارض بين ذكر الله والقيام بالعمل الصالح وخدمة الأمة

* قوى ما يشرح الصدور ويذهب الضيق

*

* أدعية مختارة للإنجاب

* مسائل في أذكار الصباح والمساء

* الذكر والدعاء لغة واصطلاحا

* وقت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة

* دعاء العبادة ودعاء المسألة

* كتب المأثورات زاخرة بأدعية التثبيت

* من سمع ذكره عليه الصلاة والسلام مطالب بأن يصلي عليه

* الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في كل وقت

* سرعة إجابة الله تعالى للعبد أمارة خير

* أفضل أنواع الذكر وأدنى مراتبه

* الصلاة على النبي مشروعة في أي وقت

* هل تقرأ سورة الضحى طلبا لرد الضالة؟

* مدى وقاية المحافظ على الأذكار من الضرر والأذى

* ذكر الله طرفي النهار سنة ثابتة

* تحف الملائكة مجالس الذكر في المساجد وغيرها

* الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات

* الاستغفار من أعظم الأسباب لتحصيل المال والولد

* حكم تسجيل الحضور اليومي للمنتديات بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* الرسول تولى بنفسه تبيان الكيفية المأمور بها في الصلاة عليه

* الدعاء من القضاء

* فضل الاستغفار للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات

* من الأذكار الواجبة والمندوبة

* شتان ما بين الذكر الجماعي والاجتماع للذكر

* تحقيق القول في دعاء "اللهم أنر لي بصيرتي"

* فضل ذكر "سبحان الله وبحمده عدد خلقه.."

* من صيغ الاستغفار المأثورة

* الذكر يزيد همة العمل للآخرة

* الأوراق المشتملة على ذكر الله محترمة ولو كتبت بغير العربية

* الدعاء يذلل الصعاب ويسهل الأمور

* الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ المأثور أفضل

* المستمع لمحاضرة في بيته هل يعطى ثواب الذاكرين

* يشرع للمرأة سؤال ربها أن يرزقها الزوج الصالح

* الأدعية المستحبة في رمضان

* الدعاء وحسن الخاتمة وسوؤها

* الدعاء عند رؤية الكعبة المشرفة

* القول الذي يملأ ما بين السماء و الأرض.

* أذكار رسول الله صلى الله عليه وسلم اليومية

* دعاء الذهاب إلى المسجد

* المسلم مستفيد من دعائه على كل حال

* مدى أثر الأذكار على حفظ العبد من المكروه

* دعاء الوالد لولده بالخير ترجى استجابته

* دعاء الله خير معين لتجنب الانحراف

* ثمرات الدعاء

* الدعاء الذي من دعا به لم يكن لأحد عليه سبيل

* كل دعاء فيه مناجاة لله تعالى

* ابن الزاغوني والدعاء

* أفضل الذكر وأفضل الأوقات

* فائدة الذكر في إعانة الإنسان على ما يتكلفه من أعمال

* ثواب وفضل الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات

* أفضل الذكر تلاوة القرآن

* دعاء الامتحانات والمذاكرة

* التسبيح فضله وكيفيته

* سهولة النطق بلفظ الجلالة

* الذكر عند الخروج من المنزل

* الدعاء أولى من السكوت والرضا

* المراد بصلاة الله على النبي عليه الصلاة والسلام وصلاة الخلق عليه

* الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة أفضل أم تلاوة القرآن

* ثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* كيف تستمد العون للمحافظة على الأذكار والعمل الصالح

* مجالس الذكر، صفة أهلها

* الانشغال بالقرآن عن الأذكار

* أثر الدعاء في زيادة الإيمان

* أثر الدعاء في نفس المؤمن

* فوائد الدعاء وثماره والحكمة منه

* مسائل في التسبيح والاستغفار

* كنز من كنوز الجنة.

* للمسم أن يدعو ربه بعد الصلاة بما شاء لتيسير أموره

* الدعاء الذي يقي الله به من الحسد

* ينبغي الدعاء للمسلمين بخيري الدنيا والآخرة

* فضل دعاء كفارة المجلس

* الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة

* وسائل دفع الأذى والتحرز من أذى السحرة والشياطين

* وعد الله بإجابة دعاء المؤمنين

* الدعاء يورث طمأنينة القلب وانشراح الصدر

* الترغيب في الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات والدعاء لهم

* إنشاء موسوعة للأدعية على الإنترنت

* كتابة اسم النبي صلى الله عليه وسلم على الخشب والنحاس

* الدعاء عند نزول المطر

* فضل قول سبحان الله وبحمده مائة مرة

* تلاوة القرآن والذكر فيهما شفاء للنفوس

* شرب ماء زمزم لغرض تعجيل الزواج

* سبب الدعاء بـ(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..)

* ذكر المرأة في بيتها بعد الفجر هل تحصل به على أجر حجة وعمرة

* الاجتماع لمتابعة محاضرة عبر التلفاز هل يعد مجلس ذكر

* فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* حكم من قال (تقبل الله صلاتك)

* الإكثار من الباقيات الصالحات

* وسائل الترغيب في ذكر الله عز وجل

* هل يرد الدعاء القدر

* الإلحاج في الدعاء بطلب الولد

* أحب الكلام إلى الله تعالى

* فضل الذكر بكلمة التوحيد

* من صور الذكر والتعاون عليه

* الدعاء من أسباب حصول الشفاء

* ثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* يتضاعف الذكر ويتعدد بعدد ما أحال الذاكر على عدده

* الترغيب في الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* الدعاء مآله إلى الخير دائما

* الإكثار من الأذكار والتعوذات المأثورة وقاية من السوء

* من صلى على النبي كلما سمع من ينادي شخصا اسمه محمد

* سيد الاستغفار وأفضل الدعاء

* التحصن بالأذكار حماية من الضرر

* الذكر عند الكرب والهم

* الدعاء عند البلاء

* الذكر باللسان مشروع في جميع الأوقات

* من الأدعية الشاملة لخيري الدنيا والآخرة

* الإكثار من قول لا إله إلا الله

* صيغ الاستغفار وفضل الإكثار منه

* فضل الاجتماع لأجل ذكر الله

* زيادة العلي العظيم في الحوقلة واردة في السنة

* فضل الاستغفار ومسائل متعلقة بشأنه

* من الأحوال التي كان النبي يستعيذ من الشيطان

* المواظبة على أذكار الصباح والمساء تحرر من قيود الخوف والوهم

* مسائل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* إهداء ثواب الذكر والقراءة للعاجز

* المفاضلة بين التحميد والتسبيح والاستغفار

* الذكر مستحب في كل وقت إلا حال قضاء الحاجة والوطر

* اهدنا الصراط المستقيم.. لماذا

* الذكر عند الأرق وحكم تناول المنوم

* حاجة العباد إلى دعاء الله تعالى

* الدعاء للآخرين كتابة

* جواز الإتيان بأكثر من سنة في الصلاة على الفعل الواحد

* ذكر الله يصقل القلب ويتوقد العقل به

* مشروعية الدعاء أثناء فعل الأعمال الصالحة

* حكم النطق بالشهادتين في الكنيسة

* استحباب الدعاء في كل وقت

* الترغيب في الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* الاحتلام والتداوي بالقرآن والتحصن بالأذكار

* لا تنجب وليس هناك أي عائق من الإنجاب

* حكم زيادة (إنك لا تخلف الميعاد)في الدعاء عقب الأذان

* الدعاء المشروع نافع بكل حال

* تحري أوقات الإجابة لتيسير الزواج

* أجر الذكر لا ينقصه عدم عده بالأصابع أو المسبحة

* الدعاء ينفع في كل مطلوب مشروع

* اطمئنان القلب بذكر الله

* أذكار سهلة الحفظ تقال في الليل ولنهار

* الاستغفار بعدد معين

* طلب تسجيل الاستغفار عند دخول المنتديات

* الأدلة على استحباب ذكر الله بعد الانتهاء من العبادات

* دعاء المسلم لشخص أو امرأة يحبها

* أراد فعل شيء ونسي أن يقول: إن شاء الله

* الاجتهاد بالدعاء بعد الأذان أفضل أم البدء بالصلاة

* كيف تثني على الله

* من فوائد وثمار الدعاء

* فضل الاستغفار والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل مائة مرة

* الزعم بحب الله ورسوله لأهل محلة ما يحتاج لدليل

* حكم من يقول أذكار الصباح والمساء في ذهابه وإيابه من المسجد إلى بيته

* تخريج حديث ( من جعل عبادته الصلاة علي قضى الله له حاجة الدنيا والآخرة )

* قول (سبحان الله العظيم وبحمده) أشمل وأفضل

* هل الدعاء يرد القضاء

* أفضل ألفاظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

* مدى أثر الذكر على حفظ الذاكر من المكروه

* صياح القطة بالمنزل ليلا هل يدل على شيء

* متى يكون المسلم من الذاكرين الله كثيرا

* الدعاء مع تفويض الأمر لله سلاح المؤمن

* كيف تسلك في زمرة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات

* الوسيلة المثلى لتحصين النفس من مصائد الشيطان

* ثواب من سبح الله مائة تسبيحة وتحميدة وتكبيرة

* الدعاء بتعجيل الزواج

* كثرة الدعاء وفعل الخير تيسر الأمور

* كتابة وقراءة عبارات الذكر هل يؤجر عليها المرء في كل حال

* كيف سحر النبي صلى الله عليه وسلم مع مواظبته على قراءة المعوذتين

* من فضائل الأذكار

* بذكر الله تطمئن القلوب وتنشرح الصدور

* قواعد في التعبد بالذكر والدعاء

* الدعاء وحسن الظن بالله من أنفع الأسباب

* سعادة المرء واطمئنان قلبه بذكر ربه

* حكم الإكثار من الأذكار المقيدة بعدد محدد

* حكم قول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) قبل كل صلاة

* الذكر بالصيغة الكاملة هو الأفضل

* ما فائدة الدعاء إذا وقع القدر

* أعجز الناس من عجز في الدعاء

* مدى مشروعية تلفظ الناسي بالشهادتين لإرادة التذكر

* مشروعية تسبيح الله تعالى بأي اسم من أسمائه الحسنى

* مسألة الأذكار والأعمال المضاعفة الأجر

* الاستشفاء بالاستغفار والقرآن

* فضل الدعاء وهل يسوغ الخجل من دعائه سبحانه وتعالى

* لا يعدم العبد بدعائه خيرا

* فضائل الاستغفار وتحديده بعدد معين

* فضيلة الانشغال بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء للنفس

* هل الاستغفار يزيد المرء قوة في جسده

* أسباب جلب الرزق ودعاء قضاء الدين

* الحديث يشمل من استيقظ بمنبه أو بدونه

* أقضل الأعمال والدعوات في رمضان

* كلما زاد الذكر زاد الأجر

* الدعاء عبادة لله واستعانة به

* أحب الكلام إلى الله وأفضل عبادات البدن

* مشروعية دعاء المسلم بأن يكون من المؤمنين الموقنين

* حكم الدعوة لذكر الله عن طريق لعبة البلياردو

* حكم الصلاة على النبي بعد ذكر دعاء الخروج للمسجد بعدد معين

* لا تعارض بين فضل الذكر وبين كون الصلاة أفضل العمل

* فضل الذكر والحث على حضور مجالسه

* هل من أكثر من ذكر الله يندم في الجنة على تفريطه فيما سلف

* قوة الإيمان وكثرة الذكر تورث قوة البدن

* ثمرة دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب

* الإكثار من قراءة القرآن أفضل أم الصلاة على النبي؟

* تذكير جمع من الناس بالصلاة على النبي هل يعتبر بدعة

* الاستغفار لاستجلاب الوئام بين الزوجين

* أدلة أفضلية الذكر على الجهاد

* تأتيها الشهوة عندما تذكر الله فهل تترك الذكر

* نشر الأدعية والأذكار المشروعة دعوة وقربة وتعاون على البر والتقوى

* لا يجب على من فاتته الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قضاؤها

لا توجد مقالات ذات صلة
لا توجد صوتيات ذات صلة



مد النافذة لإظهار كل الأبواب بالجزء المختار | نتائج البحثالتالى
إظهار التشكيل | إخفاء التشكيل مسألة: الجزء العشرون التحليل الموضوعي

القول في تأويل قوله تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ( 10 ) )

اختلف أهل التأويل في معنى قوله ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) فقال بعضهم : معنى ذلك : من كان يريد العزة بعبادة الآلهة والأوثان فإن العزة لله جميعا .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله ( من كان يريد العزة ) يقول : من كان يريد العزة بعبادته [ ص: 444 ] الآلهة ( فإن العزة لله جميعا ) .

وقال آخرون : معنى ذلك من كان يريد العزة فليتعزز بطاعة الله .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) يقول : فليتعزز بطاعة الله .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : من كان يريد علم العزة لمن هي ، فإنه لله جميعا كلها أي : كل وجه من العزة فلله .

والذي هو أولى الأقوال بالصواب عندي قول من قال : من كان يريد العزة فبالله فليتعزز ، فلله العزة جميعا ، دون كل ما دونه من الآلهة والأوثان .

وإنما قلت : ذلك أولى بالصواب لأن الآيات التي قبل هذه الآية ، جرت بتقريع الله المشركين على عبادتهم الأوثان ، وتوبيخه إياهم ، ووعيده لهم عليها ، فأولى بهذه أيضا أن تكون من جنس الحث على فراق ذلك ، فكانت قصتها شبيهة بقصتها ، وكانت في سياقها .

وقوله ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يقول - تعالى ذكره - : إلى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه عليه ( والعمل الصالح يرفعه ) يقول : ويرفع ذكر العبد ربه إليه عمله الصالح ، وهو العمل بطاعته ، وأداء فرائضه ، والانتهاء إلى ما أمر به .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي قال : أخبرني جعفر بن عون ، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، عن عبد الله بن المخارق ، عن أبيه المخارق بن سليم قال : قال لنا عبد الله : إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله ، إن العبد المسلم إذا قال : سبحان الله وبحمده ، الحمد لله لا إله إلا الله ، [ ص: 445 ] والله أكبر ، تبارك الله ، أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحيه ، ثم صعد بهن إلى السماء ، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يحيي بهن وجه الرحمن ، ثم قرأ عبد الله ( والعمل الصالح يرفعه ) .

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا ابن علية قال : أخبرنا سعيد الجريري ، عن عبد الله بن شقيق قال : قال كعب : إن لسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لدويا حول العرش كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ، والعمل الصالح في الخزائن .

حدثني يونس قال : ثنا سفيان عن ليث بن أبي سليم ، عن شهر بن حوشب الأشعري قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : العمل الصالح يرفع الكلم الطيب .

حدثني علي ، ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : الكلام الطيب : ذكر الله ، والعمل الصالح : أداء فرائضه ، فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله ، ومن ذكر الله ، ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : العمل الصالح يرفع الكلام الطيب .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : قال الحسن ، وقتادة : لا يقبل الله قولا إلا بعمل ، من قال وأحسن العمل قبل الله منه .

وقوله ( والذين يمكرون السيئات ) يقول - تعالى ذكره - : والذين يكسبون [ ص: 446 ] السيئات لهم عذاب جهنم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثني سعيد ، عن قتادة قوله ( والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ) قال : هؤلاء أهل الشرك .

وقوله ( ومكر أولئك هو يبور ) يقول : وعمل هؤلاء المشركين يبور ، فيبطل فيذهب ; لأنه لم يكن لله ، فلم ينفع عامله .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ومكر أولئك هو يبور ) أى : يفسد .

حدثني يونس قال : أخبرنا سفيان ، عن ليث بن أبي سليم ، عن شهر بن حوشب ( ومكر أولئك هو يبور ) قال : هم أصحاب الرياء .

حدثني محمد بن عمارة قال : ثنا سهل بن أبي عامر قال : ثنا جعفر الأحمر ، عن شهر بن حوشب في قوله ( ومكر أولئك هو يبور ) قال : هم أصحاب الرياء .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ومكر أولئك هو يبور ) قال : بار فلم ينفعهم ولم ينتفعوا به ، وضرهم .



مسألة: الجزء العشرون التحليل الموضوعي

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ( 10 ) )

اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ بِعِبَادَةِ الْآلِهَةِ وَالْأَوْثَانِ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ ) يَقُولُ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ بِعِبَادَتِهِ [ ص: 444 ] الْآلِهَةَ ( فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) .

وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلْيَتَعَزَّزْ بِطَاعَةِ اللَّهِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) يَقُولُ : فَلْيَتَعَزَّزْ بِطَاعَةِ اللَّهِ .

وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ عِلْمَ الْعِزَّةِ لِمَنْ هِيَ ، فَإِنَّهُ لِلَّهِ جَمِيعًا كُلُّهَا أَيْ : كُلُّ وَجْهٍ مِنَ الْعِزَّةِ فَلِلَّهِ .

وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَبِاللَّهِ فَلْيَتَعَزَّزْ ، فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ، دُونَ كُلِّ مَا دُونَهُ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَوْثَانِ .

وَإِنَّمَا قُلْتُ : ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ لِأَنَّ الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ ، جَرَتْ بِتَقْرِيعِ اللَّهِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عِبَادَتِهِمُ الْأَوْثَانَ ، وَتَوْبِيخِهِ إِيَّاهُمْ ، وَوَعِيدِهِ لَهُمْ عَلَيْهَا ، فَأَوْلَى بِهَذِهِ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ مِنْ جِنْسِ الْحَثِّ عَلَى فِرَاقِ ذَلِكَ ، فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةً بِقِصَّتِهَا ، وَكَانَتْ فِي سِيَاقِهَا .

وَقَوْلُهُ ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : إِلَى اللَّهِ يَصْعَدُ ذِكْرُ الْعَبْدِ إِيَّاهُ وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ ( وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) يَقُولُ : وَيَرْفَعُ ذِكْرُ الْعَبْدِ رَبَّهُ إِلَيْهِ عَمَلَهُ الصَّالِحَ ، وَهُوَ الْعَمَلُ بِطَاعَتِهِ ، وَأَدَاءُ فَرَائِضِهِ ، وَالِانْتِهَاءُ إِلَى مَا أَمَرَ بِهِ .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخَارِقِ ، عَنْ أَبِيهِ الْمُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ : قَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ : إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ أَتَيْنَاكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، [ ص: 445 ] وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ ، أَخَذَهُنَّ مَلَكٌ فَجَعَلَهُنَّ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ ، ثُمَّ صَعِدَ بِهِنَّ إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَا يَمُرُّ بِهِنَّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لِقَائِلِهِنَّ حَتَّى يُحَيِّيَ بِهِنَّ وَجْهَ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ ( وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) .

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجَرِيرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : إِنَّ لِسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، لَدَوِيًّا حَوْلَ الْعَرْشِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ فِي الْخَزَائِنِ .

حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ : ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ الْأَشْعَرِيِّ قَوْلَهُ ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قَالَ : الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ .

حَدَّثَنِي عَلِيٌّ ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قَالَ : الْكَلَامُ الطَّيِّبُ : ذِكْرُ اللَّهِ ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ : أَدَاءُ فَرَائِضِهِ ، فَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فِي أَدَاءِ فَرَائِضِهِ حُمِلَ عَلَيْهِ ذِكْرُ اللَّهِ فَصُعِدَ بِهِ إِلَى اللَّهِ ، وَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ ، وَلَمْ يُؤَدِّ فَرَائِضَهُ رُدَّ كَلَامُهُ عَلَى عَمَلِهِ فَكَانَ أَوْلَى بِهِ .

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلَهُ ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قَالَ : الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلَامَ الطَّيِّبَ .

حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ ، وَقَتَادَةُ : لَا يَقْبَلُ اللَّهُ قَوْلًا إِلَّا بِعَمَلٍ ، مَنْ قَالَ وَأَحْسَنَ الْعَمَلَ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ .

وَقَوْلُهُ ( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ ) يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : وَالَّذِينَ يَكْسِبُونَ [ ص: 446 ] السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ قَالَ : ثَنِي سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ ( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) قَالَ : هَؤُلَاءِ أَهْلُ الشِّرْكِ .

وَقَوْلُهُ ( وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) يَقُولُ : وَعَمَلُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ يَبُورُ ، فَيَبْطُلُ فَيَذْهَبُ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ ، فَلَمْ يَنْفَعْ عَامِلَهُ .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ( وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) أى : يَفْسُدُ .

حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ( وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ الرِّيَاءِ .

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ : ثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ قَالَ : ثَنَا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ فِي قَوْلِهِ ( وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ الرِّيَاءِ .

حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ ( وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) قَالَ : بَارَ فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ وَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِهِ ، وَضَرَّهُمْ .


مسألة: الجزء العشرون التحليل الموضوعي

القول في تأويل قوله تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ( 10 ) )

اختلف أهل التأويل في معنى قوله ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) فقال بعضهم : معنى ذلك : من كان يريد العزة بعبادة الآلهة والأوثان فإن العزة لله جميعا .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله ( من كان يريد العزة ) يقول : من كان يريد العزة بعبادته [ ص: 444 ] الآلهة ( فإن العزة لله جميعا ) .

وقال آخرون : معنى ذلك من كان يريد العزة فليتعزز بطاعة الله .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) يقول : فليتعزز بطاعة الله .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : من كان يريد علم العزة لمن هي ، فإنه لله جميعا كلها أي : كل وجه من العزة فلله .

والذي هو أولى الأقوال بالصواب عندي قول من قال : من كان يريد العزة فبالله فليتعزز ، فلله العزة جميعا ، دون كل ما دونه من الآلهة والأوثان .

وإنما قلت : ذلك أولى بالصواب لأن الآيات التي قبل هذه الآية ، جرت بتقريع الله المشركين على عبادتهم الأوثان ، وتوبيخه إياهم ، ووعيده لهم عليها ، فأولى بهذه أيضا أن تكون من جنس الحث على فراق ذلك ، فكانت قصتها شبيهة بقصتها ، وكانت في سياقها .

وقوله ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يقول - تعالى ذكره - : إلى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه عليه ( والعمل الصالح يرفعه ) يقول : ويرفع ذكر العبد ربه إليه عمله الصالح ، وهو العمل بطاعته ، وأداء فرائضه ، والانتهاء إلى ما أمر به .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي قال : أخبرني جعفر بن عون ، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، عن عبد الله بن المخارق ، عن أبيه المخارق بن سليم قال : قال لنا عبد الله : إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله ، إن العبد المسلم إذا قال : سبحان الله وبحمده ، الحمد لله لا إله إلا الله ، [ ص: 445 ] والله أكبر ، تبارك الله ، أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحيه ، ثم صعد بهن إلى السماء ، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يحيي بهن وجه الرحمن ، ثم قرأ عبد الله ( والعمل الصالح يرفعه ) .

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا ابن علية قال : أخبرنا سعيد الجريري ، عن عبد الله بن شقيق قال : قال كعب : إن لسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لدويا حول العرش كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ، والعمل الصالح في الخزائن .

حدثني يونس قال : ثنا سفيان عن ليث بن أبي سليم ، عن شهر بن حوشب الأشعري قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : العمل الصالح يرفع الكلم الطيب .

حدثني علي ، ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : الكلام الطيب : ذكر الله ، والعمل الصالح : أداء فرائضه ، فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله ، ومن ذكر الله ، ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : العمل الصالح يرفع الكلام الطيب .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) قال : قال الحسن ، وقتادة : لا يقبل الله قولا إلا بعمل ، من قال وأحسن العمل قبل الله منه .

وقوله ( والذين يمكرون السيئات ) يقول - تعالى ذكره - : والذين يكسبون [ ص: 446 ] السيئات لهم عذاب جهنم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثني سعيد ، عن قتادة قوله ( والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ) قال : هؤلاء أهل الشرك .

وقوله ( ومكر أولئك هو يبور ) يقول : وعمل هؤلاء المشركين يبور ، فيبطل فيذهب ; لأنه لم يكن لله ، فلم ينفع عامله .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ومكر أولئك هو يبور ) أى : يفسد .

حدثني يونس قال : أخبرنا سفيان ، عن ليث بن أبي سليم ، عن شهر بن حوشب ( ومكر أولئك هو يبور ) قال : هم أصحاب الرياء .

حدثني محمد بن عمارة قال : ثنا سهل بن أبي عامر قال : ثنا جعفر الأحمر ، عن شهر بن حوشب في قوله ( ومكر أولئك هو يبور ) قال : هم أصحاب الرياء .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ومكر أولئك هو يبور ) قال : بار فلم ينفعهم ولم ينتفعوا به ، وضرهم .