منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة

اهلا وسهلا ‏منزله الحزن 1010


{USERNAME {بك نرجو ان تكونوا في تمام الصحة والعافية الذين سجلوا معنا ولم يشاركوا نرجو من المشاركة وننوه ان هذا الموقع في التسجيل ترسل ليهم رابط مشاركة خلال اميلهم

منزله الحزن 1010


منزله الحزن 20120328145604_24160

احباب المنتدي الزوار الكرام اذا واجهت اي مشكلة فلاتتردد بالإتصال علي الرقم249918851700+
منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة

اهلا وسهلا ‏منزله الحزن 1010


{USERNAME {بك نرجو ان تكونوا في تمام الصحة والعافية الذين سجلوا معنا ولم يشاركوا نرجو من المشاركة وننوه ان هذا الموقع في التسجيل ترسل ليهم رابط مشاركة خلال اميلهم

منزله الحزن 1010


منزله الحزن 20120328145604_24160

احباب المنتدي الزوار الكرام اذا واجهت اي مشكلة فلاتتردد بالإتصال علي الرقم249918851700+
منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة

منتدى شبابي اجتماعى ثقافى رياضى ديني سياسي وشامل للكل ‏‎ ‏‎ زائر‎ ‎نورت المنتدي بوجودك معنا‎
‏‎ ‎
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالمتواجدون
  

.: عدد زوار المنتدى :.

منزله الحزن Fb110
المواضيع الأخيرة
» قطر الصعيد
منزله الحزن Icon_minitimeالإثنين 30 أكتوبر 2023 - 9:02 من طرف عبدالرحمن قدالة

» حبيبي
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 31 أكتوبر 2021 - 21:17 من طرف ايمان محمد

» حبيبي
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 31 أكتوبر 2021 - 21:17 من طرف ايمان محمد

» انا اليتيم
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:54 من طرف ايمان محمد

» اما زلت تذكرني
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:42 من طرف ايمان محمد

» البت ضحكت عليه
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:35 من طرف ايمان محمد

» فقلبي مطحون
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:25 من طرف ايمان محمد

» مازلت وقيه
منزله الحزن Icon_minitimeالإثنين 6 سبتمبر 2021 - 15:39 من طرف ايمان محمد

» انا اليتيم
منزله الحزن Icon_minitimeالسبت 28 أغسطس 2021 - 18:59 من طرف ايمان محمد

» بحبك يا فلسطين
منزله الحزن Icon_minitimeالإثنين 24 مايو 2021 - 12:06 من طرف ايمان محمد

» الله معاك
منزله الحزن Icon_minitimeالإثنين 24 مايو 2021 - 11:58 من طرف ايمان محمد

» يا ظالمني
منزله الحزن Icon_minitimeالثلاثاء 27 أبريل 2021 - 7:10 من طرف ايمان محمد

» يا ظالمني
منزله الحزن Icon_minitimeالثلاثاء 27 أبريل 2021 - 7:09 من طرف ايمان محمد

» سامحني
منزله الحزن Icon_minitimeالثلاثاء 27 أبريل 2021 - 6:00 من طرف ايمان محمد

» افتحي بابك
منزله الحزن Icon_minitimeالخميس 25 مارس 2021 - 9:29 من طرف ايمان محمد

» ماذا اقول
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:40 من طرف ايمان محمد

» ماذا اقول
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:40 من طرف ايمان محمد

» ماذا اقول
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:39 من طرف ايمان محمد

» وصف الموت
منزله الحزن Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:37 من طرف ايمان محمد


 

 منزله الحزن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ايمان محمد
المدير العام
المدير العام
ايمان محمد


الادعيه : منزله الحزن FP_oo2
الساعه الان :
الأوسمة : منزله الحزن Jb12915568671منزله الحزن 20120328145604_24160منزله الحزن Jor1jo11منزله الحزن Oouo_o11
الأبراج الصينية : الماعز
عدد المساهمات : 1401
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 30/07/2012
العمر : 32
الهواية : مصر

منزله الحزن Empty
مُساهمةموضوع: منزله الحزن   منزله الحزن Icon_minitimeالإثنين 29 أكتوبر 2012 - 12:13

فصل منزلة الحزن

ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الحزن

وليست من المنازل المطلوبة ، ولا المأمور بنزولها ، وإن كان لا بد للسالك من نزولها ، ولم يأت الحزن في القرآن إلا منهيا عنه ، أو منفيا .

فالمنهي عنه كقوله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وقوله : ولا تحزن عليهم في غير موضع ، وقوله : لا تحزن إن الله معنا والمنفي كقوله : فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

[ ص: 501 ] وسر ذلك أن الحزن موقف غير مسير ، ولا مصلحة فيه للقلب ، وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ، ويوقفه عن سلوكه ، قال الله تعالى إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث ، لأن ذلك يحزنه . فالحزن ليس بمطلوب ، ولا مقصود ، ولا فيه فائدة ، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن فهو قرين الهم ، والفرق بينهما أن المكروه الذي يرد على القلب ، إن كان لما يستقبل أورثه الهم ، وإن كان لما مضى أورثه الحزن ، وكلاهما مضعف للقلب عن السير ، مقتر للعزم .

ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع ، ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن ، كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم .

وأما قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون فلم يمدحوا على نفس الحزن ، وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزن من قوة إيمانهم ، حيث تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعجزهم عن النفقة ، ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم ، بل غبطوا نفوسهم به .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد ، [ ص: 502 ] يكفر بها من سيئاته ، لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه .

وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان متواصل الأحزان فحديث لا يثبت ، وفي إسناده من لا يعرف .

وكيف يكون متواصل الأحزان ، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها ، ونهاه عن الحزن على الكفار ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ فمن أين يأتيه الحزن ؟ .

بل كان دائم البشر ، ضحوك السن ، كما في صفته " الضحوك القتال " صلوات الله وسلامه عليه .

وأما الخبر المروي " إن الله يحب كل قلب حزين " فلا يعرف إسناده ، ولا من رواه ، ولا تعلم صحته .

وعلى تقدير صحته فالحزن مصيبة من المصائب ، التي يبتلي الله بها عبده ، فإذا ابتلى به العبد فصبر عليه ، أحب صبره على بلائه .

وأما الأثر الآخر " إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة ، وإذا أبغض عبدا جعل في قلبه مزمارا " فأثر إسرائيلي ، قيل : إنه في التوراة ، وله معنى صحيح ، فإن المؤمن حزين على ذنوبه ، والفاجر لاه لاعب ، مترنم فرح .

[ ص: 503 ] وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده ، وحبيبه ، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه .

وأجمع أرباب السلوك على أن حزن الدنيا غير محمود إلا أبا عثمان الحيري ، فإنه قال : الحزن بكل وجه فضيلة ، وزيادة للمؤمن ، ما لم يكن بسبب معصية ، قال : لأنه إن لم يوجب تخصيصا ، فإنه يوجب تمحيصا .

فيقال : لا ريب أنه محنة وبلاء من الله ، بمنزلة المرض والهم والغم ، وأما إنه من منازل الطريق فلا ، والله سبحانه أعلم .



مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

فَصْلٌ مَنْزِلَةُ الْحُزْنِ

وَمِنْ مَنَازِلِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ مَنْزِلَةُ الْحُزْنِ

وَلَيْسَتْ مِنَ الْمَنَازِلِ الْمَطْلُوبَةِ ، وَلَا الْمَأْمُورِ بِنُزُولِهَا ، وَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ لِلسَّالِكِ مِنْ نُزُولِهَا ، وَلَمْ يَأْتِ الْحُزْنُ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا مَنْهِيًّا عَنْهُ ، أَوْ مَنْفِيًّا .

فَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَقَوْلِهِ : وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، وَقَوْلِهِ : لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا وَالْمَنْفِيُّ كَقَوْلِهِ : فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .

[ ص: 501 ] وَسِرُّ ذَلِكَ أَنَّ الْحُزْنَ مُوقِفٌ غَيْرُ مُسَيِّرٍ ، وَلَا مَصْلَحَةَ فِيهِ لِلْقَلْبِ ، وَأَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَحْزَنَ الْعَبْدُ لِيَقْطَعَهُ عَنْ سَيْرِهِ ، وَيُوقِفَهُ عَنْ سُلُوكِهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّلَاثَةَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ مِنْهُمْ دُونَ الثَّالِثِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ . فَالْحُزْنُ لَيْسَ بِمَطْلُوبٍ ، وَلَا مَقْصُودٍ ، وَلَا فِيهِ فَائِدَةٌ ، وَقَدِ اسْتَعَاذَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ فَهُوَ قَرِينُ الْهَمِّ ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الْمَكْرُوهَ الَّذِي يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ ، إِنْ كَانَ لِمَا يُسْتَقْبَلُ أَوْرَثَهُ الْهَمَّ ، وَإِنْ كَانَ لِمَا مَضَى أَوْرَثَهُ الْحُزْنَ ، وَكِلَاهُمَا مُضْعِفٌ لِلْقَلْبِ عَنِ السَّيْرِ ، مُقَتِّرٌ لِلْعَزْمِ .

وَلَكِنَّ نُزُولَ مَنْزِلَتِهِ ضَرُورِيٌّ بِحَسَبِ الْوَاقِعِ ، وَلِهَذَا يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانَ يُصِيبُهُمْ فِي الدُّنْيَا الْحَزَنُ ، كَمَا يُصِيبُهُمْ سَائِرُ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَجْرِي عَلَيْهِمْ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِمْ .

وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَنْ لَا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ فَلَمْ يُمْدَحُوا عَلَى نَفْسِ الْحَزَنِ ، وَإِنَّمَا مُدِحُوا عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَزَنُ مِنْ قُوَّةِ إِيمَانِهِمْ ، حَيْثُ تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَجْزِهِمْ عَنِ النَّفَقَةِ ، فَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ لَمْ يَحْزَنُوا عَلَى تَخَلُّفِهِمْ ، بَلْ غَبَطُوا نُفُوسَهُمْ بِهِ .

وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ هَمٍّ وَلَا نَصَبٍ وَلَا حَزَنٍ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ خَطَايَاهُ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مُصِيبَةٌ مِنَ اللَّهِ يُصِيبُ بِهَا الْعَبْدَ ، [ ص: 502 ] يُكَفِّرُ بِهَا مِنْ سَيِّئَاتِهِ ، لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَقَامٌ يَنْبَغِي طَلَبُهُ وَاسْتِيطَانُهُ .

وَأَمَّا حَدِيثُ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ كَانَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ فَحَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ .

وَكَيْفَ يَكُونُ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ ، وَقَدْ صَانَهُ اللَّهُ عَنِ الْحُزْنِ عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْبَابِهَا ، وَنَهَاهُ عَنِ الْحُزْنِ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَغَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَمِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِ الْحُزْنُ ؟ .

بَلْ كَانَ دَائِمَ الْبِشْرِ ، ضَحُوكَ السِّنِّ ، كَمَا فِي صِفَتِهِ " الضَّحُوكُ الْقَتَّالُ " صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ .

وَأَمَّا الْخَبَرُ الْمَرْوِيُّ " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ " فَلَا يُعْرَفُ إِسْنَادُهُ ، وَلَا مَنْ رَوَاهُ ، وَلَا تُعْلَمُ صِحَّتُهُ .

وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّتِهِ فَالْحُزْنُ مُصِيبَةٌ مِنَ الْمَصَائِبِ ، الَّتِي يَبْتَلِي اللَّهُ بِهَا عَبْدَهُ ، فَإِذَا ابْتَلَى بِهِ الْعَبْدَ فَصَبَرَ عَلَيْهِ ، أَحَبَّ صَبْرَهُ عَلَى بَلَائِهِ .

وَأَمَّا الْأَثَرُ الْآخَرُ " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَصَبَ فِي قَلْبِهِ نَائِحَةً ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا جَعَلَ فِي قَلْبِهِ مِزْمَارًا " فَأَثَرٌ إِسْرَائِيلِيٌّ ، قِيلَ : إِنَّهُ فِي التَّوْرَاةِ ، وَلَهُ مَعْنًى صَحِيحٌ ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ حَزِينٌ عَلَى ذُنُوبِهِ ، وَالْفَاجِرَ لَاهٍ لَاعِبٌ ، مُتَرَنِّمٌ فَرِحٌ .

[ ص: 503 ] وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْ نَبِيِّهِ إِسْرَائِيلَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ فَهُوَ إِخْبَارٌ عَنْ حَالِهِ بِمُصَابِهِ بِفَقْدِ وَلَدِهِ ، وَحَبِيبِهِ ، وَأَنَّهُ ابْتَلَاهُ بِذَلِكَ كَمَا ابْتَلَاهُ بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ .

وَأَجْمَعَ أَرْبَابُ السُّلُوكِ عَلَى أَنَّ حُزْنَ الدُّنْيَا غَيْرُ مَحْمُودٍ إِلَّا أَبَا عُثْمَانَ الْحِيرِيَّ ، فَإِنَّهُ قَالَ : الْحُزْنُ بِكُلِّ وَجْهِ فَضِيلَةٌ ، وَزِيَادَةٌ لِلْمُؤْمِنِ ، مَا لَمْ يَكُنْ بِسَبَبِ مَعْصِيَةٍ ، قَالَ : لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ يُوجِبْ تَخْصِيصًا ، فَإِنَّهُ يُوجِبُ تَمْحِيصًا .

فَيُقَالُ : لَا رَيْبَ أَنَّهُ مِحْنَةٌ وَبَلَاءٌ مِنَ اللَّهِ ، بِمَنْزِلَةِ الْمَرَضِ وَالْهَمِّ وَالْغَمِّ ، وَأَمَّا إِنَّهُ مِنْ مَنَازِلِ الطَّرِيقِ فَلَا ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ .


مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

فصل منزلة الحزن

ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الحزن

وليست من المنازل المطلوبة ، ولا المأمور بنزولها ، وإن كان لا بد للسالك من نزولها ، ولم يأت الحزن في القرآن إلا منهيا عنه ، أو منفيا .

فالمنهي عنه كقوله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وقوله : ولا تحزن عليهم في غير موضع ، وقوله : لا تحزن إن الله معنا والمنفي كقوله : فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

[ ص: 501 ] وسر ذلك أن الحزن موقف غير مسير ، ولا مصلحة فيه للقلب ، وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ، ويوقفه عن سلوكه ، قال الله تعالى إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث ، لأن ذلك يحزنه . فالحزن ليس بمطلوب ، ولا مقصود ، ولا فيه فائدة ، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن فهو قرين الهم ، والفرق بينهما أن المكروه الذي يرد على القلب ، إن كان لما يستقبل أورثه الهم ، وإن كان لما مضى أورثه الحزن ، وكلاهما مضعف للقلب عن السير ، مقتر للعزم .

ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع ، ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن ، كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم .

وأما قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون فلم يمدحوا على نفس الحزن ، وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزن من قوة إيمانهم ، حيث تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعجزهم عن النفقة ، ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم ، بل غبطوا نفوسهم به .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد ، [ ص: 502 ] يكفر بها من سيئاته ، لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه .

وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان متواصل الأحزان فحديث لا يثبت ، وفي إسناده من لا يعرف .

وكيف يكون متواصل الأحزان ، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها ، ونهاه عن الحزن على الكفار ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ فمن أين يأتيه الحزن ؟ .

بل كان دائم البشر ، ضحوك السن ، كما في صفته " الضحوك القتال " صلوات الله وسلامه عليه .

وأما الخبر المروي " إن الله يحب كل قلب حزين " فلا يعرف إسناده ، ولا من رواه ، ولا تعلم صحته .

وعلى تقدير صحته فالحزن مصيبة من المصائب ، التي يبتلي الله بها عبده ، فإذا ابتلى به العبد فصبر عليه ، أحب صبره على بلائه .

وأما الأثر الآخر " إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة ، وإذا أبغض عبدا جعل في قلبه مزمارا " فأثر إسرائيلي ، قيل : إنه في التوراة ، وله معنى صحيح ، فإن المؤمن حزين على ذنوبه ، والفاجر لاه لاعب ، مترنم فرح .

[ ص: 503 ] وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده ، وحبيبه ، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه .

وأجمع أرباب السلوك على أن حزن الدنيا غير محمود إلا أبا عثمان الحيري ، فإنه قال : الحزن بكل وجه فضيلة ، وزيادة للمؤمن ، ما لم يكن بسبب معصية ، قال : لأنه إن لم يوجب تخصيصا ، فإنه يوجب تمحيصا .

فيقال : لا ريب أنه محنة وبلاء من الله ، بمنزلة المرض والهم والغم ، وأما إنه من منازل الطريق فلا ، والله سبحانه أعلم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منزله الحزن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منزله تعظيم الحرمات
» الحزن مع الحب
» كلمات عن الحزن
» مساوئ الحزن
» الحزن النبيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة  :: المنتديات الاسلاميـــــــــــــــة :: منتدى السيرة النبوية الشريفـــــــــــــــة-
انتقل الى: