راس سيدنا الحسين فى مصر

كلمه عن ( وجود ( الرأس الشريف) رأس سيدنا الحسين فى مصر )

أولا بعد انتهاء معركة كر بلاء ، واستشهاد سيدنا الحسين بن على – رضى الله عنه – أمر عمر بن سعد قائد جيش العدو بنقل الرأس الشريف من ارض المعركة بكر بلاء إلى عبيد الله بن زياد الكوفي ، وان ابن زياد وضع الرأس الشريف بين يديه ، واخذ ينكث فيها بقضيب فى يده ، و الناس من حوله جزعون متألمون ساخطون .

ثم بعد ذلك أمر بان تنقل إلي يزيد بن معاوية فى دمشق مقر الملك ، ثم أمر بان يطاف بالرأس الشريف فى مدن الشام و أقاليمه ، ثم انتهى المطاف بالرأس الشريف إلي مدينة عسقلان ، حيث دفنها أميرها ، وأقيم عليها مسجد ظل الناس يغدون عليه زائرين متبركين حتى سنة ( 459 هـ ) ، حيث نقلت إلي القاهرة – على نحو ما سنوضحه .

فى القاهرة : يكاد المؤرخون يجمعون على أن الرأس الشريف ظل بعسقلان حتى غزاها الفرنجة ، واستولوا عليها ، كما استولوا على الساحل الشمالي للشام ، و عندئذ بذل الفاطميون جهداً كبيراً فى سبيل نقل الرأس الشريف إلي القاهرة ، حيث افتداه منهم الصالح طلائع بن رويك وزير الفاطميين بمال جزيل ، وسعى إليه ، ووضعه فى كيس من الحرير الأخضر ، حتى انتهى به المطاف إلي القاهرة ، ووضعه على كرسي من الأبنوس ، فرش تحته المسك و الطيب ، وبن عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة

وفى هذا يقول المقريزى فى خططه ما نصه : ( وكان حمل الرأس الشريف إلي القاهرة من عسقلان ووصوله إليها يوم الأحد الثامن من جمادى الآخر سنة تسع و أربعين و خمسمائة ، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم – واليها – و القاضي المؤتمن ابن مكين ، وحصل فى القصر يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخر ، وذلك فى خلافة الفائز ، على يد طلائع الرأس الشريف على صدره و مشى به من عسقلان حتى وصل إلي مصر .


وقد أيدت الآراء السابقة وثائق المتحف البريطاني بلندن التى تؤكد إحداها و المكتوبة بخط ( ابن الأوراق ) المتوفى عام 572 هـ ، ومثبت فيها بطريق اليقين أن راس الإمام الحسين قد نقل فعلاً إلي مصر عام 549 هـ ، أي فى عهد كاتب الوثيقة و بمشاركة جمهور مصر فى استقبال الرأس الشريف . أ هـ .


ورجح ابن كثير أن الرأس مدفون فى المدينة(1)


ومكتوب في وثيقة المسجد الحسيني بالقاهرة بوزارة الأوقاف : أن الخديوي إسماعيل أمر بالحفر للتأكد من وجود الرأس بحضور أكابر علماء الأزهر ، وقد تأكدوا من ذلك بمشاهدة الرأس .(2)






(1) مساجد مصر و أولياؤها الصالحون ( 1 / 364 ) .