أسماء في الذاكرة
نساء يعتز بهنّ الاسلام وعقمت أرحام الأمهات أن تنجبهنّ من جديد
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وبعد
لقد كنّ رضي الله عنهّ يقمن بكل هذا طعما ورغبا في أن يتحقق فيهنّ قوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة، وقوله صلىالله عليه وسلم نحوا من هذا: اذا صلت المرأة فرضها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أيّ الأبواب الثمانية شئت، لأجل هذه البشارة النبوية الغالية كنّ رضي الله عنهنّ يتسابقن فيما بينهنّ ويتنافسن في الوصول الى هذا الكمال الانساني الرائع، وجميعهنّ رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ بقين يسرن في قافلة الخيرالى أن وافاهنّ الأجل ونفوسهنّ آمنة مطمئنة مؤمنين بقول الله تبارك وتعالى:"واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين " (أي حتى الموت)
والآن وبعون الله عزوجل أبدأ الحديث عن بعضهنّ وعمّن تيسّر لي جمع بعضا من سيرهنّ ومناقبهنّ رضي الله عنهنّ أجمعين حسب تسلسل أسمائهنّ الأبجدي، سائلين المولى عز وجل أن يجمعكنّ ويجمعنا بهنّ يوم القيامة في مستقر رحمته اخوانا على سرر متقابلين وعلى منابر من نور باذن الله تعالى
أولا: السيدة الفضلى أم هانىء بنت أبي طالب الهاشمية رضي الله عنها
مثال يحتذى وقدوة حسنة لنساء وفتيات المسلمين
هى:
= ابنة عم النبي (ص)وأخت الامام علي رضي الله عنه.
= من راويات الحديث وقد روت عن النبي (ص)46 حديثا.
= السيدة الفاضلة المشهورة بكنيتها أم هانىء رضي الله عنها.
= المرأة الراجحة العاقلة الثاقبة عقلا وهدى تعد نبراسا يضيء الطريق أمام السالكات طريق الهدى , وتأخذ بأيدي نساءنا وفتياتنا الى طريق الصلاح والفلاح, وكم نحن بأحوج اليها في هذا الزمن الذي يموج بتيارت شتى من الفتن, وطرق الغواية المبثوثة من صحون فضائية الى غرف الدردشة, مرورا بالهواتف الخليوية التي باتت جزءا لا يتجزأ من الحياة حتى لغدت في متناول جميع أفراد ةالأسرة صغارا وكبارا دون ان ندرك أنه لعنة العصر لمن يسيء استخدامه.
وأم هانىء رضي الله عنها أسوة حسنة لمن يؤمن بالله واليوم الآخر, أسوة حسنة للنساء والفتيات المسلمات اللواتي يبحثن عن الفضيلة.
انها رضي الله عنها زوجة ترعى حق الزوج كما أمر الله عزوجل, وأم ترعى حق أبناءها بكل تفاني واخلاص, ترعاهم في العناية الشاملة, والتربية الاسلامية الصحيحة, وتوفق بين عنايتها لزوجها وبين عنايتها لأولادها بحيث لا يطغى حق الزوج على الأبناء ولا حق الأبناء على الزوج, وتخشى ان عنيت بأولادها أكثر أن تضيّع حق زوجها, وان عنيت بزوجها اكثر من الأولاد أن تضيّع حق أبناءها.
انها تدرك أنّ للزوج حقوقا تختلف عن حقوق الأبناء, وللأبناء حقوقا تختلف عن حقوق الزوج.
ان كل ذلك لدليل حاسم على فطنتها ومعرفتها بشئون الحياة, وانها قد سبرت أغوارها, وخبرت أسرارها, فهي لا تقبل التفريط في الأولاد, ولا الاهمال في تربيتهم, ورعاية شئونهم, كما أنها لا تقبل أن يكون ذلك كله على حساب حقوق الزوج, وهي في ذلك تخشى الله عزوجل, حيث ترنو لأن تعطي كل ذي حقه, وامرأة بهذه المستويات هي بحق مثال يحتذى, وقدوة حسنة لبعض نساء المسلمين اللائي يقصرن في حق الزوج.
اسلامها رضي الله عنها
كانت رضي الله عنها متزوجة من هبيرة بن وهب المخزومي , وكان شاعرا, وقد ولدت له أربعا من الذكور: عمر..هانىء.. يوسف, وجعدة, وهي من فضلى نساء عصرها, تأخر اسلامها الى يوم فتح مكة في رمضان سنة ثمان للهجرة, وكان النبي (ص)قبل البعثة قد تقدّم لعمه أبو طالب ليخطبها لنفسه, الا أنّ عمه أبو طالب زوّجها لهبيرة بن أبي وهب, فقال له النبي (ص): زوّجت هبيرة وتركتني؟ فقال له عمه: يا ابن أخي! انّا قد صاهرنا اليهم, والكريم يكافىء الكريم.
اخت الرجال رضى الله عنها
يوم فتح مكة دخل النبي (ص)منزلها وصلى فيه ثمان ركعات الضحى, بعد ذلك لجأ اليها الحارث بن هشام مستجيرا بها, فدخل عليها أخوها علي رضي الله عنه, وأخبرته خبر الحارث بن هشام, فنهض علي رضي الله عنه وهرع الى سيفه فاستله من غمده ليقتل الحارث, فقالت له: يا ابن أم! اني قد أجرته! وعندما لم يسمع كلامها وثبت اليه وقبضت على يديه وأحكمت قبضتها عليه بحيث لم يعد يستطع أن يرفع قدمه عن الأرض, أو يفلت يده منها, وقالت: والله لا تقتله وقد أجرته, وفي هذه الأثناء وهما بين مد وجزر, اذ دخل عليهما النبي (ص), وعندما رات رضي الله عنها النبي (ص) وهو يدخل عليهما قالت : يا رسول الله! ألا ترى أني أجرت الحارث بن هشام, وعلي يريد قتله, فردّ عليها صاحب الخلق الكريم والقلب الرحيم (ص): قد أجرنا من أجرت, ولا تغضبي عليّا, فانّ الله يغضب لغضبه, خلي سبيله وأطلقي سراحه. وبعدماامتثلت لأمر النبي (ص), قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه ممازحا اياه: يا علي! غلبتك امرأة! فاعترف علي بصلابة وقوة ورباطة جأش اخته أم هانىء رضي الله عنهما وقال: والله يا رسول الله (ص) ما قدرت أن أرفع قدمي من الأرض, فضحك النبي (ص) لقوله رضي الله عنه.