ﺃﻭﻻً: ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ
ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ
ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﺑﻦ ﻗﺼﻲ ﺑﻦ
ﻛﻼﺏ ﺑﻦ ﻣﺮﻩ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻟﺆﻯ ﺑﻦ
ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻓﻬﺮ ﻭﻳﻨﺘﻬﻰ ﻧﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ )ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ
ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﻴﻦ( ﻳﻌﻨﻰ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ,
ﺣﻴﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺬﺑﺤﻪ , ﻭﺍﻟﺬﺑﻴﺢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ
ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺟﺪﻩ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﻔﺮ ﺯﻣﺰﻡ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ
ﻛﻨﻮﺯ ﺟﺮﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ , ﻧﺎﺯﻋﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻳﻨﺼﺮﻭﻧﻪ
ﻭﻳﺆﺍﺯﺭﻭﻧﻪ , ﻓﻨﺬﺭ ﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺭﺯﻗﻪ ﻋﺸﺮﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻟﻴﺘﻘﺮﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟﻬﺔ ﺑﻮﺍﺣﺪ
ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ
ﻓﺄﻗﺮﻉ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻟﻴﻮﻓﻰ ﺑﻨﺪﺭﺓ
ﻓﻤﻨﻌﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻳﻌﺘﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﺪﻩ , ﻓﺎﺣﺘﻜﻤﻮﺍ
ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺍﻓﺔ ﻓﺄﻓﺘﺖ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺪﻱ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﻳﻘﺎﺭﻉ
ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺯﺍﺩ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ , ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺑﻞ
ﻣﺎﺋﻪ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺑﻞ ﻓﺬﺑﺤﻬﺎ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﺍﻓﺘﺪﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﻭﻣﻤﺎ ﺗﺠﺪﺭ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺃﺻﻐﺮ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ , ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ, ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ
ﻋﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ
ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻓﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ , ﺃﻣﺎ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰﺓ ﻓﻜﺎﻥ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮﺓ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻫﻮ ﺃﺏ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﺗﺰﻭﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻣﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﻭﻫﺐ ﻭﻫﻰ
ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻑ ﺑﻴﻮﺕ ﻗﺮﻳﺶ, ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻀﻰ
ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺣﺘﻰ
ﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﺠﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ , ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺣﻴﺚ ﻣﺮﺽ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﺜﺮﺏ , ﻓﻤﺎﺕ ﻋﻨﺪ
ﺃﺧﻮﺍﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻰ
ﺣﻤﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ , ﻭﻛﺄﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻷﺩﺍﺀ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻀﺖ ﺭﻭﺣﻪ !! ﻭﻗﻴﻞ
ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻟﺪ ﺍﺑﻨﺔ ﺑﻌﺎﻡ
ﻭﻗﻴﻞ ﺑﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺷﻬﺮﺍ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ
ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ
ﻭﻇﻠﺖ ﺁﻣﻨﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﺑﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺓ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ
ﻭﻗﻄﻴﻌﺎ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﻫﻰ ﺃﻡ ﺃﻳﻤﻦ