ﻣﻦ ﺍﺭﻭﻉ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ
ﺑﻼﻝ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻴﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ
ﻟﻤﺪﺓ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﺩﺭﺳﻬﺎ
ﺃﻭ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻮ ﺃﻳﻦ
ﺑﻼﻝ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻭﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺫﻫﺐ ﺑﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ
ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻘﻮﻝ:
ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ) : ﻓﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ؟(
ﻗﺎﻝ:ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺑﻂ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ
ﺃﻣﻮﺕ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: )ﻭﻣﻦ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻨﺎ .(
ﻗﺎﻝ ﺑﻼﻝ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻔﻴﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻊ : ﺇﻧﻲ ﻻ
ﺃﺅﺫﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: )ﺑﻞ ﺍﺑﻖ ﻭﺃﺫﻥ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ(
ﻗﺎﻝ ﺑﻼﻝ : ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﻋﺘﻘﺘﻨﻲ ﻷﻛﻮﻥ ﻟﻚ
ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻭﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺘﻨﻲ ﻟﻠﻪ ﻓﺪﻋﻨﻲ
ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺘﻨﻲ ﻟﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: )ﺑﻞ ﺃﻋﺘﻘﺘﻚ ﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ(
ﻓﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﺑﻘﻲ ﻣﺮﺍﺑﻄﺎ
ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺍ
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ :ﻟﻢ ﺃﻃﻖ ﺃﻥ ﺃﺑﻘﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻭﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ:
' ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ' ﺗﺨﻨﻘﻪ ﻋَﺒْﺮﺗﻪ،
ﻓﻴﺒﻜﻲ، ﻓﻤﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺫﻫﺐ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﺑﻼﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻔﻮﺓ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ؟ ﻣﺎ ﺁﻥ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺭﻧﺎ؟ .( ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ
ﺣﺰﻳﻨﺎً، ﻓﺮﻛﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺄﺗﻰ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪﻩ
ﻭﻳﺘﻤﺮّﻍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﺠﻌﻞ
ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ ﻭﻳﻀﻤﻬﻤﺎ ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻪ: ) ﻧﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ
ﺗﺆﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺤﺮ .(! ﻓﻌﻼ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻠﻤّﺎ
ﻗﺎﻝ ) : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ .(
ﺍﺭﺗﺠّﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻠﻤّﺎ ﻗﺎﻝ ) : ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺁﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ( ﺯﺍﺩﺕ ﺭﺟّﺘﻬﺎ ﻓﻠﻤّﺎ ﻗﺎﻝ
) ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ
ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.( ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺪﻭﺭﻫﻦّ،
ﻓﻤﺎ ﺭﺅﻱ ﻳﻮﻡٌ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻭﺑﺎﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ -ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ
ﺑﻼﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻬﻢ ﺻﻼﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺩﻋﺎ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻼﻻ، ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺭﺟﺎﻩ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻬﺎ، ﻭﺻﻌﺪ ﺑﻼﻝ ﻭﺃﺫﻥ .
ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺑﻼﻝ ﻳﺆﺫﻥ، ﺑﻜﻮﺍ
ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺑﺪﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺃﺷﺪﻫﻢ
ﺑﻜﺎﺀ
ﻭﻋﻨﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺗﺒﻜﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ،
ﻓﻴﻘﻮﻝ: ' ﻻ ﺗﺒﻜﻲ ﻏﺪًﺍ ﻧﻠﻘﻰ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﻣﺤﻤﺪﺍ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ..'