ﻧﻜﺮ ﻭﻧﻜﻴﺮ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻼﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﺍﻥ
ﻳﺤﺈﺳﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺑﺴﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ
ﺭﺑﻪ ﻭﻧﺒﻴﻪ. ﻭﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﺩ
ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ
ﻳﻠﻲ : ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ} :ﺍﻟﻨﺎﺭ ُ ﻳُﻌﺮَﺿﻮﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﺪﻭّﺍً ﻭﻋﺸﻴﺎً ﻭﻳﻮﻡ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﺃَﺩﺧﻠﻮﺍ ﺁﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ{ ﺳﻮﺭﺓ
ﻏﺎﻓﺮ .46 / ﻭﻗﺎﻝ " : ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ
ﻭﺿﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻧﻪ
ﻟﻴﺴﻤﻊ ﻗﺮﻉ ﻧﻌﺎﻟﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﺃﺗﺎﻩ
ﻣﻠﻜﺎﻥ ﻓﻴﻘﻌﺪﺍﻧﻪ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ: ﻣﺎ ﻛﻨﺖ
ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺤﻤﺪ؟ ﻓﺄﻣﺎ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪﻙ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺑﺪﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻣﻘﻌﺪﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓﻴﺮﺍﻫﻤﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻻﺃﺩﺭﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻻ ﺩﺭﻳﺖ ﻭﻻ
ﺗﻠﻴﺖ، ﺛﻢ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻤﻄﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ
ﺑﻴﻦ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻓﻴﺼﻴﺢ ﺻﻴﺤﺔ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ
ﻳﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺜﻘﻠﻴﻦ." ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ
ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ . ﺗﻨﺎﻗﻠﺖ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﻳﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻠﻜﻴﻦ
ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻤﺤﺎﺳﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻴﺴﺄﻻﻧﻪ
ﻋﻦ ﺭﺑﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﻧﺒﻴﻪ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺍﻣﺎﻣﺔ
ﻭﻋﻤﺮﻩ ﻭﻣﺎﻟﻪ، ﻓﺄﻥ ﺃﺟﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ
ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺒﺮﻩ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ
ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﻥ ﺗﻠﺠﺞ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﺎﻻﺟﺎﺑﺔ
ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺣﻤﻴﻢ. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻜﺮﺍً ﻭﻧﻜﻴﺮﺍً ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ
ﻳﺴﺄﻻﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
ﻭﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﻜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺭﺅﻳﺘﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻤﺜﻞ ﺷﻜﻠﻬﻤﺎ، ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻔﺘﻬﻤﺎ
ﻓﻬﻤﺎ ﺃﺳﻮﺩﺍﻥ ﺃﺯﺭﻗﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺘﺖ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺬﻟﻚ، ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ
ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺻﻔﺘﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ:
ﺃﻋﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﻗﺪﻭﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺃﻧﻴﺎﺑﻬﻤﺎ
ﻣﺜﻞ ﺻﻴﺎﺻﻲ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺮﻋﺪ، ﻗﺎﻝ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻣﻦ
ﻣﺮﺳﻞ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺯﺍﺩ ﻳﺤﻔﺮﺍﻥ
ﺑﺄﻧﻴﺎﺑﻬﻤﺎ ﻭﻳﻄﺂﻥ ﻓﻲ ﺷﻌﻮﺭﻫﻤﺎ ﻣﻌﻬﻤﺎ
ﻣﺮﺯﺑﺔ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺃﻣﺘﻲ ﻟﻢ
ﻳﻘﻠﻮﻫﺎ. ﺍﻧﺘﻬﻰ.
ﻭﻇﺎﻫﺮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺄﺗﻴﺎﻥ
ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻭﻻ
ﻣﺎﻧﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﻫﻤﺎ
ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﺴﺄﻻﻥ ﻛﻞ ﻣﻴﺖ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﺾ ﺭﻭﺡ ﻛﻞ ﻣﻴﺖ،
ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﻳﺼﺮﺡ
ﺑﺬﻟﻚ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻤﺎ ﺭﺟﺢ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ، ﻭﻗﺪ
ﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ
ﻭﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ
ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻳﻮﻗﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﺠﺰﻩ ﺷﻲﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻬﻮ
ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺑﻤﺎ
ﺷﺎﺀ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺜﺘﻪ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ،
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻓﻌﻼً،
ﻭﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻘﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻴﺒﺎﺕ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺳﻮﺩﺍﺩ ﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻼ ﻧﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﺎً،
ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﻫﻮ ﺍﺳﻮﺩﺍﺩ
ﻭﺟﻬﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻮﻡ ﺗﺒﻴﺾ ﻭﺟﻮﻩ
ﻭﺗﺴﻮﺩ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ، ﻭﻳﺪﻝ ﻟﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ: ﻭَﻳَﻮْﻡَ
ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺗَﺮَﻯ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﺬَﺑُﻮﺍْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻭُﺟُﻮﻫُﻬُﻢ ﻣُّﺴْﻮَﺩَّﺓٌ ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﻓِﻲ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ
ﻣَﺜْﻮًﻯ ﻟِّﻠْﻤُﺘَﻜَﺒِّﺮِﻳﻦَ }ﺍﻟﺰﻣﺮ{60:، ﻭﺭﺍﺟﻊ
ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺫﺍﺕ
ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ32415 :، 15269،
16778، 35799، 2112، 4314،
27340، .48308
ﻭﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ، ﻭﺷﺮﺡ
ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ.[3][1]
ﺻﻔﺎﺗﻬﻤﺎ:
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ : ﺍﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ؟ ﻗﺎﻝ :
ﻣﻨﻜﺮ ﻭﻧﻜﻴﺮ ﻳﺎﺗﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺣﻴﺪﺍ،
ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﺻﻔﻬﻤﺎ ﻟﻲ، ﻗﺎﻝ:ﻧﻌﻢ
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺍﺫﻛﺮ ﻟﻚ
ﻃﻮﻟﻬﻤﺎﻭﻋﺮﺿﻬﻤﺎ, ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻤﺎ
ﺍﻓﻈﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ, ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺍﺻﻮﺍﺗﻬﻤﺎ
ﻛﺎﻟﺮﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﺻﻒ ﻭﺍﻋﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻟﺒﺮﻕ
ﺍﻟﺨﺎﻃﻒ ﻭﺍﻧﻴﺎﺑﻬﻤﺎ ﻛﺎﻟﺼﻴﺎﺻﻰ ﻟﻬﺐ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻓﻮﺍﻫﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻨﺎﺧﺮﻫﻤﺎ
ﻭﻣﺴﺎﻣﻌﻬﻤﺎ، ﻭﻳﻜﺴﺤﺎﻥ ﺍﻷﺭﺽ
ﺑﺎﺷﻌﺎﺭﻫﻤﺎ ﻭﻳﺤﻔﺮﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ
ﺑﺎﻇﻔﺎﺭﻫﻤﺎ، ﻣﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻤﻮﺩ
ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ، ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎﺣﺮﻛﻮﻩ، ﻳﺎﺗﻴﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ
ﻭﺿﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ,ﻭﺗﺮﻙ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻳﺴﻠﻜﺎﻥ
ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ
ﻳﻘﻌﺪﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻴﻨﺘﻬﺮﺍﻧﻪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺭﺍ
ﻳﺘﻘﻌﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﻭﺗﺰﻭﻝ ﺍﻋﻀﺎﺅﻩ
ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺻﻠﻪ ﻓﻴﺨﺮ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ
ﻳﻘﻌﺪﺍﻧﻪ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺫﻫﺒﺖ
ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻓﻀﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺩﻙ
ﻓﺎﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ؟ ﻭﻣﺎ ﺩﻳﻨﻚ ؟ ﻭﻣﻦ
ﻧﺒﻴﻚ ؟ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻟﻘﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺣﺠﺘﻪ, ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻲ، ﻭﻧﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ،
ﻭﺩﻳﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻴﻨﺘﻬﺮﺍﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ
ﺍﻧﺘﻬﺎﺭﺍ ﻳﺮﻯ ﺍﻥ ﺍﻭﺻﺎﻟﻪ ﺗﻔﺮﻗﺖ
ﻭﻋﺮﻭﻗﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﻄﻌﺖ ﻭﻳﻘﻮﻻﻥ
ﻟﻪ :ﻳﺎﻫﺬﺍ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ، ﻓﻴﺜﺒﺘﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
))ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ((ﻭﻳﻠﻘﻨﻪ
ﺍﻻﻣﺎﻥ ﻭﻳﺪﺭﺃ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻓﻼ ﻳﺨﺎﻓﻬﻤﺎ،
ﻓﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺒﺪﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﺳﺘﺎﻧﺲ
ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ ﻭﺍﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﻣﺔ
ﻳﺨﺎﺻﻤﻬﻤﺎﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻬﺪﺩﻧﻲ ﻛﻴﻤﺎ ﺍﺷﻚ
ﻓﻲ ﺭﺑﻲ ﻭﺗﺮﻳﺪﺍﻥ ﺍﻥ ﺍﺗﺨﺬ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻟﻴﺎ
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ, ﻭﻫﻮ ﺭﺑﻲ
ﻭﺭﺑﻜﻤﺎ ﻭﺭﺏ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ, ﻭﻧﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ
ﻭﺩﻳﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻬﺮﺍﻧﻪ ﻭﻳﺴﺎﻻﻧﻪ
ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ:ﺭﺑﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻃﺮ
ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ,ﻭﺍﻳﺎﻩ ﻛﻨﺖ ﺍﻋﺒﺪ
ﻭﻟﻢ ﺍﺷﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻟﻢ ﺍﺗﺨﺬ ﻏﻴﺮﻩ
ﺍﺣﺪﺍ ﺭﺑﺎ ﺍﻓﺘﺮﻳﺪﺍﻧﻲ ﺍﻥ ﺗﺮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻦ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺭﺑﻲ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻲ ﺍﻳﺎﻩ؟ ﻧﻌﻢ ﻫﻮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﻫﻮ:ﻗﺎﻝ:ﻓﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ
ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﺠﺎﻭﺑﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺗﻮﺍﺿﻌﺎ
ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺎﻧﺲ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ ﺍﻧﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻫﻞ ﻭﺩﻩ ﻭﻳﻀﺤﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻴﻪ, ﻭﻳﻘﻮﻻﻥ ﻟﻪ: ﺻﺪﻗﺖ ﻭﺑﺮﺭﺕ ﺍﻗّﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺛﺒﺘﻚ ﺍﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺑﻜﺮﺍﻣﺔ
ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﺮﻩ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﻓﻴﺘﺴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﻳﻔﺘﺤﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﺑﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻭﻃﻴﺐ ﺭﻳﺤﻬﺎﻭﻧﻀﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻣﺎ
ﻳﺘﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﺫﺍ ﺭﺍﻯ
ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻴﻘﻦ ﺑﺎﻟﻔﻮﺯ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ
ﻳﻔﺮﺷﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﺮﺍﺷﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺒﺮﺍﻕ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻭﻳﻀﻌﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺼﺒﺎﺣﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻨﺪ
ﺭﺍﺳﻪ ﻭﻣﺼﺒﺎﺣﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻠﻴﻪ
ﻳﺰﻫﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺛﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻳﺢ
ﺃﺧﺮﻯ, ﻓﺤﻴﻦ ﻳﺸﻤﻬﺎ ﻳﻐﺸﺎﻩ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ
ﻓﻴﻨﺎﻡ، ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ ﻟﻪ:ﺍﺭﻗﺪ ﺭﻗﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ
ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻻﺣﺰﻥ،
ﺛﻢ ﻳﻤﺜﻼﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﺎ
ﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ, ﻭﺍﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ ﻓﻴﻜﻮﻥ
ﻋﻨﺪ ﺭﺍﺳﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻻﻥ :ﻫﺬﺍ ﻋﻤﻠﻚ
ﻭﻛﻼﻣﻚ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻗﺪ ﻣّﺜﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻲ
ﺍﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ
ﻟﻴﺆﻧﺴﻚ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻙ ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ
ﻭﺣﻴﺪﺍﻭﻳﺪﺭﺃ ﻋﻨﻚ ﻫﻮﺍﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﻞ
ﺩﺍﺑﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﺫﻯ ﻓﻼ ﻳﺨﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻙ
ﻭﻻ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻨﻢ
ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻚ ﻭﺣﺴﻦ ﻣﺂﺏ، ﺛﻢ
ﻳﺴﻠﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻄﻴﺮﺍﻥ ﻋﻨﻪ[2].
ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ
ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ