الحب هذه الكلمة السحرية البالغة البعيدة عن التكلف , الغائبة عن الكثيرين شاهد الأطفال الذين يتعرضون للقهر أو للإضعاف او للتخويف أو الضرب يعمدون الى الحصول على القوة من خلال الانتقام انهم سوف يوجهون الأذى للآخرين لانهم يحسون بالألم وسوف يمارسون كل نشاط يؤدي الى إيذاء الآخرين أتعلم لما ؟؟ !
هل لاحـظت الانتقام عند طفل الثانية ؟ إنه يحدث من خلال بصقه الطعام وقلبه الأطباق بيده و هل لاحظت الانتقام في سن السادسة عشر ؟؟ إنه يكون بتعاطي المخدرات والرسوب في الامتحانات والانتحار
شاهدالأطفال عندما يمارسون معارك القوة وسلوكيات الانتقام فانهم يفعلون ذلك لانهم عاجزون ولا يجدون أسلوبا إيجابيا أتعلم لما ؟؟!
هل فكرت مرة أن تقف عند الاية القرآنية الكريمة ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿٢٤﴾ سورة ابراهيم ـ في الوقت الذي قرأت فيه القرآن مرات عديدة , وكلما عدت للقراءة مرة .. بعد مرة تكتشف كأنك لم تسترع انتباهك ..
إنها كلمة الحب , والاية لاتقصد الحب وكفى طبعا , بل كل كلمة طيبة صادقة تخرج من شغاف القلب , لنجعل الحب هي الكلمة الطيبة التي نقصدهاونعنيها في مقالنا ألا يستحقها ابناؤك . ثم محبيك أو مايلي الابناء في الدرجة والمكانة , فلما لاترددها لهم ليل ..نهـار .. فاعلم أنه أحق بسماعها هم أطفالك , تأكد أنه سيغيب عنهم الانتقام والعنف والعناد أو التمردطالما آلفوا الكلمة كلمة الحب مثل حوض السمك وحوض الزرع في المنزل
لكن فاحذر أن ترددها بشكل اصطناعي كما يصرح بذلك الدكتور أحمد ابوالعزائم فيقول :
" قد تحس بأنك تعيش في جو صناعي غير آمن فان استعمال كلمات الحب بمعنى محيط مثل " يا حبيبي هأذيك" سوف تجعل طفلك غير مرتاح لكلمات الحب ولن يكون قادرا على استخدام هذه الكلمات براحة في مستقبله .. كثير من الأسر لا تتواصل مع أبنائها بهذه الكلمات أو بمشاعر الحب أو يستخدمونها بطريقة مدمرة .. أو الذين يترددون على عيادات الطب النفسي غالبا لا يسمعون هذه الكلمات من أسرهم . أنه من الخطأ الربط بين كلمات الحب والقدرة الكلامية على الأداء ( أنا بحبك ولازم تنجح ) أو (حبي لك سوف يزيد لو نجحت ) ان مثل هذه الكلمات قد تعني العكس ان كلمة أنا بحبك لطفلك يجب أن توجه بأسلوب تجعل طفلك يقول لك " وأنا بحبك قوي يا بابا كمان" .. انتهى كلام الدكتور ..
نعم فلا تستشعر السخف وأنت ترددها كما لاتنتظر مقابلا من ولدك لقاء هذه الكلمة , لانه لو تبادر لنفسك لحظة بأنك تنتظر المقابل فاعلم أنه سينتقل هذا الاحساس تلقائيا لابنك , دون ما تشعر لانه سيكون قد افتقد منك الصدق في الاحساس وأنت تقولها له وبالتالي فلن تجد صداها من استماع للنصيحة أواداء ممتاز لما تريده من ولدك .. فازرع الحب إذن في اسرتك فورا وقم على سقيه والاعتناء به كل لحظة وستكتشف مع الوقت الشجرة الطيبة و التي تؤتي أكلها كل حين باذن ربها كما قال الله في كتابه العزيز الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...
المصدر: من مراجع المقال : موقع واحة النفس المطمئنة (د. احمد ابوالعزائم )