ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻓﺤﻞ
)1843 - 21 ﻳﻮﻧﻴﻮ 1885( ﺯﻋﻴﻢ
ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ، ﺃﻋﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ
ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﺛﺎﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺍﻧﻬﻰ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻗﺘﻞ
ﺣﺎﻛﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺑﺎﺷﺎ. ﺍﺗﺒﻌﻪ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺳﻤﺎﻫﻢ
ﺑﺎﻷﻧﺼﺎﺭ. ﺗﻮﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻴﻼﺋﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺄﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺩﻭﻟﺘﻪ
ﺑﺎﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﻣﻘﺘﻞ ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ.
ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻭﻧﺴﺒﻪ
ﻭﻟﺪ ﻋﺎﻡ 1259 ﻫـ ﻭﻗﻴﻞ 1250ﻫـ [1]
ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻋﺎﻡ 1843ﻡ ﻭﻗﻴﻞ 1844
[2] ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻟﺒﺐ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﻧﻘﻼ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ، ﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻧﺎﻗﻠﺔ ﺗﻨﺘﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ
ﻋﻠﻲ ﺣﻔﻴﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ[3].
ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ
ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻃﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ
ﻛﺮﺭﻱ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﻲ
ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺑﻘﻠﻴﻞ، ﺗﻌﻠﻢ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﻲ
ﺧﻼﻭﻱ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ
ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﻤﻞ ﻣﻊ
ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻦ. ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﺘﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﻼﻭﻱ
ﺍﻟﻐﺒﺶ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮﺑﺮ. ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺤﻖ
ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺮﻳﻒ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﻳﻢ ﻋﺎﻡ 1871ﻡ
ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﻛﻬﻒ
ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻗﺮﺑﺐ ﻋﻤﻪ ﺃﺣﻤﺪ
ﺷﺮﻓﻲ ﻭﺗﺰﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ.
ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺷﻴﺨﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺧﺘﻠﻒ ﻣﻌﻪ
ﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻪ ﺑﺨﺘﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ
ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻓﻄﺮﺩﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﻗﺼﺎﻩ،
ﻭﻗﻴﻞ ﻃﺮﺩﻩ ﻷﻧﻪ ﺃﺳﺮ ﻟﻪ ﺑﺈﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺗﺾ ﻧﺼﺢ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺻﺪﺭ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍً ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭﻳﺘﺒﺮﺃ ﻓﻴﻪ
ﻣﻦ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ [1].
ﻓﺎﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﺷﻲ ﻭﺩ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺎﻓﺲ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﻭﺍﻩ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻪ ﻭﻗﻴﻞ
ﺁﻣﻦ ﺑﻤﻬﺪﻳﺘﻪ[1] ﻭﻧﺼﺤﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺣﺔ
ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ ﻓﺴﺎﺡ
ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً
ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ. ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ
ﻗﺒﺮ ﺷﻴﺨﻪ ﺇﻟﺘﻘﻰ ﺑﻌﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻩ )ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﺎﺷﺎ
ﻭﻣﺤﻢ ﺷﺮﻳﻒ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﻳﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ( ﺑﺄﻧﻪ
ﺭﺃﻯ ﺭﺅﻳﺎ ﺧﻼﺻﺘﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ
ﻭﺃﻥ ﻋﺒﺪﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺣﻮﺍﺭﻳﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻧﺸﺄﺕ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ.
ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﺰﻱ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ
ﺍﻣﺘﻌﺎﺿﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺍﻟﻤﺘﻔﺸﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﻌﺪ
ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ،
ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ
ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻭﻗﺪ ﺫﺍﻉ
ﺻﻴﺘﻪ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ
ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺭﻳﻴﻦ، ﻭﺻﺎﺭ ﻛﻬﻔﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻣﺰﺍﺭﺍ ﻟﻄﺎﻟﺒﻲ ﺍﻟﻮﻋﻆ
ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ. ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻓﻜﺮﻩ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ
ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻀﻮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻗﺎﺿﻲ ﻓﺸﻮﺩﺓ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ:
...»ﻓﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻟﻲ ﻭﻟﻚ ﺑﺘﻘﻮﻯ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ
ﺍﻷﻣﻢ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺃﻥ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﻧﻘﻀﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ
ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺤﻮﺏ ﺑﻜﺴﻔﺔ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﻣﺨﻠﻮﻁ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﺍﻻ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ ":ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ
ﻣﻠﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ
ﻟﻠﻪ..."[4]«
ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﺇﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺘﻜﻠﻴﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ.
ﻭﺍﻋﻠﻦ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺘﻪ ﺍﻭﺍﻣﺮ ﺇﻟﻬﻴﺔ
ﻭﻧﺒﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ. ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ
ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 4 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ :1880
» ﻻﻳﺨﻔﻰ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻤﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﻣﻨﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻫﻮ
ﺧﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻭﺭﺩ
ﻓﻲ ﺣﻘﺎﻳﻖ ﻏﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻭﺍﻣﺮ ﺇﻟﻬﻴﺔ
ﻭﺃﻭﺍﻣﺮ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻬﻤﺎﺕ
ﺻﺮﻧﺎ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﻬﺎ...
...ﻭ ﺛﻢ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺒﺸﺎﻳﺮ
ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ ﺑﺎﺷﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺑﺸﺎﺭﺍﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ...[4]«
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ
ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻟﻘﺎﺋﻪ
ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﺑﺪﺃ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻬﺪﻳﺔ ﻓﺂﻣﻦ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ
ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺩﻏﻴﻢ ﻭﻛﻨﺎﻧﺔ ﺑﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ
ﺣﻠﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻻﺣﻘﺎً ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ. ﺑﺪﺃ ﺍﻣﺮﻩ ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺣﺘﻰ
ﺗﺴﺎﻣﻌﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﻣﺪﻳﺮ
ﻓﺸﻮﺩﺓ ﻭﺳﺠﻨﻪ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺛﻢ ﺃﻃﻠﻘﻪ ﻭﺫﻟﻚ
ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ 1295 ﻫـ. ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺸﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﻤﻨﺸﻮﺭ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﺡ ﻓﻴﻪ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻭﺗﻜﻠﻴﻔﻪ
ﺑﺎﻟﻤﻬﺪﻳﺔ. ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺪﺍﺭ ﻣﺤﻤﺪ
ﺭﺅﻭﻑ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻧﻴﻪ ﻳﺮﺃﺳﻬﻢ
ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﺑﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺑﺮﺓ ﺃﺑﺎ
ﻹﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮ ﺑﻤﻬﺪﻳﺘﻪ
ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻢ.[1]
ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ
ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺪﺍﺭ ﻗﻮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ
ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻨﺪﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﻪ ﺃﺑﻮ
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﻟﻠﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ
ﺑﺎﻏﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﻗﺘﻞ
ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻭﻏﻨﻢ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ، ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ
ﻣﻦ ﺧﻼﻑ ﻋﻤﻴﻖ ﺩﺏ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﺪﻱ
ﺍﻟﻘﻮﺗﻴﻦ ﻭﻭﻟﺪ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ
ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻏﺰﺍﺭﺓ ﺍﻻﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻻﻭﺣﺎﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻰ
ﺑﺎﺧﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ.
ﺃﺯﻛﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ
ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺍﺳﻘﻄﺖ ﻫﻴﺒﺔ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻟﻲ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺪﻳﺘﻪ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ
ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ
ﻟﺴﻴﻮﻑ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ "ﺍﻟﻌﺸﺮ" ﺍﻟﻬﺶ
ﻟﻘﻄﻊ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ.[1]
ﻓﻜﺮﻩ
ﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ
ﺗﺸﺒَﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺑﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ
ﻭﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺍﻳﺘﻪ ﻭﺳﻤﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﺃﻧﺼﺎﺭﺍً ﻭﻋﻴﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺧﻠﻔﺎﺀ
ﺷﺒﻬﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ.
ﻇﻬﺮ ﺗﺄﺛﺮﻩ ﺑﻤﺤﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ
ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭﻛﺮﺭ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺗﻪ.[4]ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻂ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﻭﻗﺪ
ﺗﺄﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﺗﺄﺛﺮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻳﻈﻬﺮﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ
ﺣﻀﺮﺕ ﺷﻴﺨﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻊ ﺗﺪﺧﻴﻦ
ﺍﻟﺘﺒﻎ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺠﻠﺪ ﺍﻟﻤﺪﺧﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ
ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﺒﻎ ]ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺼﺪﺭ[ ﺃﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻪ ﻭﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﻜﺮﺍﻣﺎﺕ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﺑﻪ ﻓﻲ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺎﻧﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻭﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﻫﺎ ﻟﻪ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ.
ﺇﺩﻋﻰ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﻈﺔ ﻻ
ﻣﻨﺎﻣﺎ ﻛﻔﺮ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ
ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﺇﺳﺘﺒﺎﺡ ﺩﻣﺎﺀ ﻣﻦ
ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﺳﺒﻰ ﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﻭﻏﻨﻢ
ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ.
ﺑﺮﻏﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ )1843-1885(
ﺧﻠﻒ ﻛﻤﺎ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺬﺍﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺁﺛﺎﺭﻩ
ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻊ ﻣﺠﻠﺪﺍﺕ ﺿﺨﻤﺔ
ﺍﺧﺮﺟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ
ﺳﻠﻴﻢ.
ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ
ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺃﺧﺬ ﺍﻻﻭﺍﻣﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑﻨﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﻀﺮ
ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻟﻌﺼﺮﻩ
ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻛﻌﺰﺭﺍﺋﻴﻞ. ﻭﺃﻫﻢ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻫﻮ
ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ
ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ
ﻓﻲ 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ 1880
»ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻲ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻸﺥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ" ﺷﻴﺨﻚ ﻫﻮ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻧﻲ ﻣﻮﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ،
ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻤﻬﺪﻳﺘﻪ
ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻼﺙ
ﻣﺮﺍﺕ«
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻋﺮﻑ ﺑﻤﻨﺸﻮﺭ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ:
...»ﻭﺍﻋﻠﻤﻨﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﺄﻧﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻭﺧﻠﻔﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻰ
ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ
ﻭﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮ ﻭﺟﻤﻊ ﻣﻦ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺒﺄﺑﻬﻢ، ﻭﻗﻠﺪﻧﻲ
ﺳﻴﻔﻪ ﻭﺍﻳﺪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔﺍﻟﻌﺸﺮﺓ
ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺍﻥ ﻳﺼﺤﺒﻨﻲ ﻋﺰﺭﺍﺋﻴﻞ
ﺩﺍﻳﻤﺎ، ﻓﻔﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻣﺎﻡ
ﺟﻴﺸﻲ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺭﺍﺋﻴﺎ،
ﻭﺍﻥ ﻳﺼﺤﺒﻨﻲ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺩﺍﻳﻤﺎ ﻭﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻣﺎﻣﻨﺎ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺧﻠﻔﺎﺅﻩ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ
ﺃﻟﻒ ﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ[4]«
ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ
ﻛﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ[5]. ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻰ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﻭﺍﺳﺘﺤﻞ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺩﻣﺎﺀ ﻭﺍﻋﺮﺍﺽ
ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻪ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ.
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ
ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﺣﻴﺚ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺘﻘﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ
ﺃﺳﺮ ﻟﻠﺰﺑﻴﺮ ﺑﺄﻧﻪ-ﺃﻱ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ- ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ.
ﻓﻜﺬﺑﻪ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﻭﺍ ﻗﺘﻠﻪ
ﻓﺎﻃﻠﻘﻪ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭﺻﺮﺡ ﺑﻨﺪﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ.[6]
ﺻﺮﺡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺄﻥ ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ
ﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺃﺑﻲ
ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﻭﺯﻳﺮﻩ
ﻭﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﺼﻤﺔ ﻓﻘﺎﻝ:
»ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ
ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ
ﻷﻧﻪ ﺃﻭﺗﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻓﺼﻞ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ«
ﻭﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﻋﺎﺭﺿﻪ ﺑﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ:
»ﻭﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺟﺰﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ
ﻭﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ
ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ...ﻭﺍﻥ
ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﺮﺍ ﺧﺎﻟﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ
ﻓﺎﺣﻤﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﻳﺎﺃﻭﻟﻲ
ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﺑﻘﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ[4]«
ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻥ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
ﻭﻓﺎﺗﻪ
ﺗﻮﻓﻲ ﺑﺤﻤﻰ ﺍﻟﺘﺎﻳﻔﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 1302 ﻫـ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ 22
ﻳﻮﻧﻴﻮ 1885ﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﺴﺎﺀﺍ.
ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ. ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻢ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺣﺘﻰ ﻏﺰﺍﻫﺎ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ
ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻯ ﻛﺘﺸﻨﺮ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻛﺮﺭﻱ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ 2 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1899ﻡ، ﻭﻫﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻟﺪﻯ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ )ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ.(
ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﺤﺮﺭﻳﺔ
ﻭﺩﻳﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺮﻏﻢ
ﻗﺼﺮ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺍﺳﺘﻤﺮ
ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ.
ﺃﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﺘﺸﻨﺮ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻷﻧﺠﻠﻮ ﻣﺼﺮﻱ
ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ، ﻣﺤﻤﺪ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ
.1 ↑ ﺃ ﺏ ﺕ ﺙ ﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﻏﺮﺩﻭﻥ ﻭﻛﺘﺸﻨﺮ, ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻮﺯﻱ ﺑﺎﺷﺎ,
ﻃﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ1319 ,
ﻫﺠﺮﻳﺔ,
http://www.archive.org/stream/kitabalsudan01fawzuoft#page/
n796/mode/2up
.2 ^ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ 1899-1881
ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺃ ﺏ ﺛﻴﻮﺑﻮﻟﺪ، ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻣﺮﻛﺰ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
.3 ^ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺒﺼﺮﺓ ﻭﺫﻛﺮﻯ ﺹ27:
ﻟﻠﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻣﺪ
.4 ↑ ﺃ ﺏ ﺕ ﺙ ﺝ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ،
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ، ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺑﻴﺮﻭﺕ 1979
.5 ^ ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ، ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﻧﺴﺨﺔ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ
.6 ^ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ - ﺩ. ﻋﺰ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ، ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ 113
ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺃﻋﻼﻡ
ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
.
ﺍﻗﺮﺃ ﺑﻠﻐﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﺏ27 ﻟﻐﺔ
català
česky
Cymraeg
dansk
Deutsch
English
español
ﻓﺎﺭﺳﯽ
français
galego
עברית
magyar
italiano
한국어
Nederlands
norsk (bokmål)
polski
ﭘﻨﺠﺎﺑﯽ
português
română
русский
srpskohrvatski /
српскохрватски
svenska
Kiswahili
Türkçe
ﺍﺭﺩﻭ
中文