ﻟﻤﺎ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ
ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﻭﻃﻐﻰ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺘﻪ
ﻭﺗﺠﺒﺮ ...
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﻼﺋﻞ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﺪﻭﺍ ﻟﻄﻐﻴﺎﻧﻪ
ﻭﺟﻬﺮﻭﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺴﻮﺀ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺻﻌﺪﻭﺍ
ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ
ﻭﺟﻬﻪ .
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ
ﺑﻨﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ
ﻭﺍﺳﻂ
ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻪ ﻧﺎﺩﻯ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ
ﻟﻠﻔﺮﺟﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ...
ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻥ
ﻳﻔﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ
ﻓﺮﺻﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻫﺬﻩ ...
ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻴﻌﻈﻬﻢ
ﻭﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﻭﻳﺰﻫﺪﻫﻢ
ﺑﻌﺮﺽ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺮﻏﺒﻬﻢ
ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ...
ﻭﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ,
ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻮﻉ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻮﻑ
ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻨﻴﻒ
ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﺑﺮﻭﻋﺔ ﺑﻨﺎﺋﻪ ,
ﻣﺪﻫﻮﺷﺔ ﺑﺴﻌﺔ
ﺃﺭﺟﺎﺋﻪ ﻣﺸﺪﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ
ﺑﺮﺍﻋﺔ ﺯﺧﺎﺭﻓﻪ ...
ﻭﻗﻒ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﻄﻴﺒﺎ ,
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ
ﻗﺎﻟﻪ:
ﻟﻘﺪ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﻨﻰ
ﺃﺧﺒﺚ ﺍﻷﺧﺒﺜﻴﻦ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ
ﺃﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺷﻴﺪ ﺃﻋﻈﻢ
ﻣﻤﺎ ﺷﻴﺪ , ﻭﺑﻨﻰ ﺃﻋﻠﻰ
ﻣﻤﺎ ﺑﻨﻰ ...
ﺛﻢ ﺃﻫﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ
ﻭﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻨﻰ
ﻭﺷﻴﺪ
ﻟﻴﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺪ
ﻣﻘﺘﻮﻩ , ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻞ
ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪ ﻏﺮﻭﻩ ...
ﻭﻣﻀﻰ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﺣﺘﻰ
ﺃﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻘﻤﺔ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :
ﺣﺴﺒﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ...
ﺣﺴﺒﻚ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ :
ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺒﻴﻨﻨﻪ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻤﻮﻧﻪ ...
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺇﻟﻰ
ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺠﻠﺴﺎﺋﻪ :
ﺗﺒﺎ ﻟﻜﻢ ﻭﺳﺤﻘﺎ ...
ﻳﻘﻮﻡ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﻓﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ,
ﺛﻢ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻦ
ﻳﺮﺩﻩ ﺃﻭ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ! !
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﺳﻘﻴﻨﻜﻢ ﻣﻦ
ﺩﻣﻪ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ
ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ...
ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﻨﻄﻊ
ﻓﺄﺣﻀﺮﺍ ...
ﻭﺩﻋﺎ ﺑﺎﻟﺠﻼﺩ ﻓﻤﺜﻞ
ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .
ﺛﻢ ﻭﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﺑﻌﺾ ﺷﺮﻃﻪ ...
ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﻩ ﺑﻪ ...
ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﺸﺨﺼﺖ
ﻧﺤﻮﻩ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ...
ﻭﻭﺟﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ...
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﻨﻄﻊ ﻭﺍﻟﺠﻼﺩ
ﺣﺮﻙ ﺷﻔﺘﻴﻪ ...
ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ،
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﻭﻋﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻭﻗﺎﺭ
ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻋﻠﻰ
ﺣﺎﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﻫﺎﺑﻪ ﺃﺷﺪ
ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ...
ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ...
ﺛﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻮﺳﻊ ﻟﻪ
ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ... ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﺩﻫﺸﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ
ﺣﺘﻰ ﺃﺟﻠﺴﻪ ﻋﻠﻰ
ﻓﺮﺍﺷﻪ .
ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺴﺄﻟﻪ
ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻣﻮﺭ
ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ ﻳﺠﻴﺒﻪ
ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺠﻨﺎﻥ
ﺛﺎﺑﺖ , ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺳﺎﺣﺮ ,
ﻭﻋﻠﻢ ﻭﺍﺳﻊ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ :
ﺃﻧﺖ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﺳﻌﻴﺪ .
ﺛﻢ ﺩﻋﺎ ﺑﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﻴﺐ
ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻭﻭﺩﻋﻪ .
ﻭﻟﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻦ
ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺒﻌﻪ ﺣﺎﺟﺐ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ , ﻟﻘﺪ ﺩﻋﺎﻙ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ
ﺑﻚ ﻭﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﻗﺒﻠﺖ , ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺴﻴﻒ
ﻭﺍﻟﻨﻄﻊ ﻗﺪ ﺣﺮﻛﺖ
ﺷﻔﺘﻴﻚ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ :
ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﻭﻟﻲ
ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﺮﺑﺘﻲ
ﺍﺟﻌﻞ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﺑﺮﺩﺍ
ﻭﺳﻼﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻛﻤﺎ
ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺮﺩﺍ
ﻭﺳﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ