جلد الذات ولذه الالم

أمر طبيعى أن نلوم أنفسنا على ذنبٍ اقترفناه .. أو خطأ أخطأناه ..
فالنفس اللوامة تبحث دائمًا عن الاقتراب من المثالية .. وتبحث دائمًا عن الفضيلة ..



لكن ......

أن نجلد ذواتنا على أخطاء لم نقصدها .. ليس أمرًا طبيعيًا ..

أن نظل نلومها ونؤنبها لأنها أعطت ثقتها لأشخاص لم يستحقونها .. منتهى الألم ..

أن نعاقبها على عطائها وصدقها وكأنه ذنبًا لا يغتفر .. منتهى القسوة ..

أن نحملها مالا طاقة لها به .. منتهى الظلم ..

لماذا نلجأ لجلد ذواتنا دائمًا عندما نُصدم فى الآخرين .. ونحملها هى كل الذنب أنها

افترضت حسن النوايا .. فقط لأنها صادقة ؟!..

لماذا نتلذذ بإيلام أنفسنا وتعذيبها .. وهى لم تكن تنوى سوى الخير ؟!..

لماذا نلومها وهى كانت تبحث فى قلوبهم عن الأمان ولم تبحث عن الهوان ؟!

لماذا نعاتبها بدلاً من معاتبة من تسبب فى نزف جروحنا ؟!

لماذا نقسو عليها .. وهى من تتألم من قسوة الوحدة والحزن ؟!

ألا نكتفى بما سببه الآخرون من آلام لنا ؟! ..

لماذا نجلد ذاتنا .. ونبحث عن لذة الألم ؟!!

أما آن لنا أن نحتضن أنفسنا ونداوى جراحها ؟

أما آن لنا أن نتناسى كل من تلذذوا بآلامنا ونخرجهم من ذاكرتنا ؟!

أما آن لنا أن نصرخ فى مرآتنا ونقول لأنفسنا أننا أقوياء برغم كل الجراح ؟!

أما آن لنا أن نرتفع فوق كل العقبات .. ونتعلم من كل الصدمات ؟! ..

أما آن لنا ان نهجر من هجرنا .. ونعرف أنه لم يكن أبدًا لنا ؟!

أما آن لنا أن نحب أنفسنا ؟! ونحنو عليها ؟!

فلنترفق بأنفسنا .. ونرحمها ..