الندب والنياحه من معاصى اللسان

النَّدْبُ والنِّيَاحَةُ من معاصي اللسان

من معاصي اللسان التي هي من الكبائر الندبُ والنياحة.. فالندبُ هو ذكر محاسن الميِّت برفع الصوتِ كـ{{واجبلاه}} و{{واكهفاه}}..ا

ا{{واجبلاه}} معناه : أنت كنت جبلي الذي يحفظُني..ا

ا{{واكهفاه}} معناه : أنت كنت كهفي الذي ءاوي إليه..ا

وأمَّا النياحةُ فهي الصياح على صورة الجَزَعِ لمصيبة الموت، فتحرُم إن كانت عن اختيار لا عن غلبة.. وقد روى البَزَّارُ وغيرُه عن رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، أنَّه قال :[[(صوتانِ ملعونانِ في الدنيا والآخرة : مِزْمارٌ عند نعمةٍ ورَنَّةٌ عند مصيبة)]]، أي النياحةُ عند المصيبة..ا

أخرجه البَزَّارُ في (مسندِه)، وصَحَّحَهُ المنذِريُّ في (الترغيب والترهيب) عن أنَسِ بنِ مالك، والهيثميُّ في (مجمع الزوائد) عن أنسِ بنِ مالكٍ أيضًا..ا

وأمَّا ما رواه البخاريُّ ومسلمٌ من حديثِ عبدِ الله بنِ عُمَرَ عن أبيه عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم :[[(الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ في قبره بما نيح عليه)]] فهو محمولٌ على ما إذا أوصى بالنياحةِ عليه أو سكت عن النهي عنه وهو يظنُّ أنَّ أهلَه يَنُوحُونَ عليه بعد موته مَعَ رجائهِ امتثالَ أمره.. وأمَّا إذا كان لم يوصِ بذلك وفعلَه أهلُه فالإثمُ عليهم وليس عليه..ا

وقولُ الله تعالى في سورة الأنعام ((ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى)) معناه أنَّ النفسَ الآثمةَ لا تحمِل إثمَ نفسٍ أخرى..ا

يقول الله تعالى في سورة المدَّثِّر ((كلُّ نفسٍ بما كسَبت رهينة))..ا

وأمَّا إذا بكى المرءُ قريبَه المتوفَّى من دون ندبٍ أو نياحةٍ فهذا ليس حرامًا.. فقد ثبَت أنَّ النبيَّ بكى على ابنهِ إبراهيمَ لمَّا مات.. فقد روى البيهقيُّ في (شُعَبِ الإيمان) بالإسناد الصحيح عن أنَسِ بنِ مالكٍ عن رسولِ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، أنَّه قال :[[(إنَّ العينَ تدمَع والقلبَ يَحْزَنُ ولا نقولُ إلّا ما يُرضِي ربَّنا وإنَّا بفِراقك يا إبراهيمُ لَمَحزُونُون)]]ا

تنبيه : الميِّت إذا كان من أهل الفضل يجوز مدحُه بعد موته ولكن من دون صراخ..ا

تنبيه ءاخَر : رواية :[[(إنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ ببعضِ بكاءِ أهلهِ عليه)]] ورواية :[[(إنَّ اللهَ لَيُعَذِّبُ المؤمنَ ببكاءِ أهلهِ عليه)]] قد أنكرَتها عائشةُ، رضي الله عنها، وقالت :{{ولكنَّ رسولَ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال :[[(إنَّ الله لَيَزيدُ الكافرَ عذابًا ببكاءِ أهلهِ عليه)]].. ..}}ا

أنظر[(صحيحَ البخاريِّ)/كتابَ الجنائز/بابَ قولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم [[(يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ)]] عن ابنِ أبي مُلَيْكَةَ]ا

والحمد للهِ رَبِّ العالَمين..ا
-----------------------------------------------------------------------