العصمة والضمان من الله

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد المعصوم بالله وعلى آله وأصحابه ومن ولاه وبعد
فإن عصمة الله للأنبياء إنما هي محض فضل وخرق عادة فأول معجزات الأنبياء هي العصمة من الذلل والخطأ والذنب وهى منحة يولد بها النبي أو الرسول وما يقابل العصمة للأنبياء والرسل هو الحفظ والضمان للأولياء الصالحين وهى منحة أيضاً يؤتيها الله للولي وقد تكون بعده مدة من حياته طالت أو قصرت وقد قال السابقون إن عصمة الأنبياء ضمان فطرى وضمان الأولياء عصمة مكتسبة بمعنى أن عصمة الأنبياء والرسل تشبه المعدن النفيس الذي لا يصدأ أصلاً . وأما ضمان الأولياء فإنه يشبه المعدن القابل للصدأ . وبعد استعماله لفترة طالت أو قصرت فإنه يطلى أو يغطى بمعدن آخر فيصبح غير قابل للصدأ ومثال الضمان عند الأولياء يتجلى في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سبق لهم قبل الإسلام ارتكاب الذنوب كشرب الخمر وعبادة الأصنام والأوثان ووأد البنات إلى غير ذلك ثم أصبحوا صحابة محفوظين بأمر الله من ذلك أي أدركهم الحفظ بعد المفارقة . أما الأنبياء فليسوا كذلك . والسؤال هل العصمة يمكن لله تعالى اختراقها أم لا ؟
والجواب أن الله تعالى عصم الأنبياء من الخطأ وحفظ الأولياء من الخطأ ولكن لا أحد معصوم من الله تعالى . فالله على كل شيء قدير . ولا يعجزه في خلقه أحد فهو الواهب والمعطى وهو أيضاً المانع والفعال لما يريد
( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين )
فالخلق محفوظون بالله ومعصومون به وليس من أحد يؤتى العصمة ضد قدرة الله تعالى .