منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة

اهلا وسهلا ‏تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    1010


{USERNAME {بك نرجو ان تكونوا في تمام الصحة والعافية الذين سجلوا معنا ولم يشاركوا نرجو من المشاركة وننوه ان هذا الموقع في التسجيل ترسل ليهم رابط مشاركة خلال اميلهم

تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    1010


تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    20120328145604_24160

احباب المنتدي الزوار الكرام اذا واجهت اي مشكلة فلاتتردد بالإتصال علي الرقم249918851700+
منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة

اهلا وسهلا ‏تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    1010


{USERNAME {بك نرجو ان تكونوا في تمام الصحة والعافية الذين سجلوا معنا ولم يشاركوا نرجو من المشاركة وننوه ان هذا الموقع في التسجيل ترسل ليهم رابط مشاركة خلال اميلهم

تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    1010


تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    20120328145604_24160

احباب المنتدي الزوار الكرام اذا واجهت اي مشكلة فلاتتردد بالإتصال علي الرقم249918851700+
منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة

منتدى شبابي اجتماعى ثقافى رياضى ديني سياسي وشامل للكل ‏‎ ‏‎ زائر‎ ‎نورت المنتدي بوجودك معنا‎
‏‎ ‎
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالمتواجدون
  

.: عدد زوار المنتدى :.

تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Fb110
المواضيع الأخيرة
» قطر الصعيد
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالإثنين 30 أكتوبر 2023 - 9:02 من طرف عبدالرحمن قدالة

» حبيبي
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 31 أكتوبر 2021 - 21:17 من طرف ايمان محمد

» حبيبي
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 31 أكتوبر 2021 - 21:17 من طرف ايمان محمد

» انا اليتيم
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:54 من طرف ايمان محمد

» اما زلت تذكرني
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:42 من طرف ايمان محمد

» البت ضحكت عليه
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:35 من طرف ايمان محمد

» فقلبي مطحون
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 26 سبتمبر 2021 - 5:25 من طرف ايمان محمد

» مازلت وقيه
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالإثنين 6 سبتمبر 2021 - 15:39 من طرف ايمان محمد

» انا اليتيم
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالسبت 28 أغسطس 2021 - 18:59 من طرف ايمان محمد

» بحبك يا فلسطين
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالإثنين 24 مايو 2021 - 12:06 من طرف ايمان محمد

» الله معاك
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالإثنين 24 مايو 2021 - 11:58 من طرف ايمان محمد

» يا ظالمني
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالثلاثاء 27 أبريل 2021 - 7:10 من طرف ايمان محمد

» يا ظالمني
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالثلاثاء 27 أبريل 2021 - 7:09 من طرف ايمان محمد

» سامحني
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالثلاثاء 27 أبريل 2021 - 6:00 من طرف ايمان محمد

» افتحي بابك
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالخميس 25 مارس 2021 - 9:29 من طرف ايمان محمد

» ماذا اقول
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:40 من طرف ايمان محمد

» ماذا اقول
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:40 من طرف ايمان محمد

» ماذا اقول
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:39 من طرف ايمان محمد

» وصف الموت
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالأحد 21 مارس 2021 - 20:37 من طرف ايمان محمد


 

 تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ايمان محمد
المدير العام
المدير العام
ايمان محمد


الادعيه : تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    FP_oo2
الساعه الان :
الأوسمة : تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Jb12915568671تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    20120328145604_24160تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Jor1jo11تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Oouo_o11
الأبراج الصينية : الماعز
عدد المساهمات : 1401
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 30/07/2012
العمر : 32
الهواية : مصر

تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Empty
مُساهمةموضوع: تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي    قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون    Icon_minitimeالإثنين 29 أكتوبر 2012 - 8:59

مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

قوله تعالى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون

قال النحاس : أهل نجد يقولون : ألاك ، وبعضهم يقول : ألالك ، الكاف للخطاب . قال الكسائي : من قال أولئك فواحده ذلك ، ومن قال ألاك فواحده ذاك ، وألالك مثل أولئك ، وأنشد ابن السكيت :



ألالك قومي لم يكونوا أشابة وهل يعظ الضليل إلا ألالكا



وربما قالوا : أولئك في غير العقلاء ، قال الشاعر :



ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام




[ ص: 177 ] وقال تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا وقال علماؤنا : إن في قوله تعالى : ( من ربهم ) ردا على القدرية في قولهم : يخلقون إيمانهم وهداهم ، تعالى الله عن قولهم ، ولو كان كما قالوا لقال : - من أنفسهم - ، وقد تقدم الكلام فيه وفي الهدى فلا معنى لإعادة ذلك .

وأولئك هم المفلحون : ( هم ) يجوز أن يكون مبتدأ ثانيا وخبره المفلحون ، والثاني وخبره خبر الأول ، ويجوز أن تكون ( هم ) زائدة - يسميها البصريون فاصلة والكوفيون عمادا - و ( المفلحون ) خبر ( أولئك ) .

والفلح أصله في اللغة الشق والقطع ، قال الشاعر :

إن الحديد بالحديد يفلح

أي يشق ، ومنه فلاحة الأرضين إنما هو شقها للحرث ، قاله أبو عبيد ولذلك سمي الأكار فلاحا . ويقال للذي شقت شفته السفلى أفلح ، وهو بين الفلحة ، فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه . وقد يستعمل في الفوز والبقاء ، وهو أصله أيضا في اللغة ، ومنه قول الرجل لامرأته : استفلحي بأمرك ، معناه فوزي بأمرك ، وقال الشاعر :

لو كان حي مدرك الفلاح أدركه ملاعب الرماح




وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية الجهلاء :

لكل هم من الهموم سعه والمسي والصبح لا فلاح معه




يقول : ليس مع كر الليل والنهار بقاء . وقال آخر :

نحل بلادا كلها حل قبلنا ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير




أي البقاء : وقال عبيد :

أفلح بما شئت فقد يدرك بالض عف وقد يخدع الأريب




أي ابق بما شئت من كيس وحمق فقد يرزق الأحمق ويحرم العاقل . فمعنى وأولئك هم المفلحون : أي الفائزون بالجنة والباقون فيها . وقال ابن أبي إسحاق : المفلحون هم الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا ، والمعنى واحد . وقد استعمل الفلاح في السحور ، ومنه الحديث : حتى كاد يفوتنا الفلاح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وما الفلاح ؟ قال : [ ص: 178 ] السحور . أخرجه أبو داود . فكأن معنى الحديث أن السحور به بقاء الصوم فلهذا سماه فلاحا . والفلاح ( بتشديد اللام ) : المكاري في قول القائل :

لها رطل تكيل الزيت فيه وفلاح يسوق لها حمارا




ثم الفلاح في العرف : الظفر بالمطلوب ، والنجاة من المرهوب .

مسألة : إن قال كيف قرأ حمزة : عليهم وإليهم ولديهم ، ولم يقرأ من ربهم ولا فيهم ولا جنتيهم ؟ فالجواب أن عليهم وإليهم ولديهم الياء فيه منقلبة من ألف ، والأصل علاهم ولداهم وإلاهم فأقرت الهاء على ضمتها ، وليس ذلك في فيهم ولا من ربهم ولا جنتيهم ، ووافقه الكسائي في عليهم الذلة و إليهم اثنين على ما هو معروف من القراءة عنهما .



مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

قَوْلُهُ تَعَالَى : أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

قَالَ النَّحَّاسُ : أَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ : أُلَاكَ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : أُلَالِكَ ، الْكَافُ لِلْخِطَابِ . قَالَ الْكِسَائِيُّ : مَنْ قَالَ أُولَئِكَ فَوَاحِدُهُ ذَلِكَ ، وَمَنْ قَالَ أُلَاكَ فَوَاحِدُهُ ذَاكَ ، وَأُلَالِكَ مِثْلَ أُولَئِكَ ، وَأَنْشَدَ ابْنُ السِّكِّيتِ :



أُلَالِكَ قَوْمِي لَمْ يَكُونُوا أُشَابَةً وَهَلْ يَعِظُ الضَّلِيلَ إِلَّا أُلَالِكَا



وَرُبَّمَا قَالُوا : أُولَئِكَ فِي غَيْرِ الْعُقَلَاءِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :



ذُمَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولَئِكَ الْأَيَّامِ




[ ص: 177 ] وَقَالَ تَعَالَى : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا وَقَالَ عُلَمَاؤُنَا : إِنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( مِنْ رَبِّهِمْ ) رَدًّا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ فِي قَوْلِهِمْ : يَخْلُقُونَ إِيمَانَهُمْ وَهُدَاهُمْ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِمْ ، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالُوا لَقَالَ : - مِنْ أَنْفُسِهِمْ - ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ وَفِي الْهُدَى فَلَا مَعْنَى لِإِعَادَةِ ذَلِكَ .

وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ : ( هُمْ ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً ثَانِيًا وَخَبَرُهُ الْمُفْلِحُونَ ، وَالثَّانِي وَخَبَرُهُ خَبَرُ الْأَوَّلِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( هُمْ ) زَائِدَةً - يُسَمِّيهَا الْبَصْرِيُّونَ فَاصِلَةً وَالْكُوفِيُّونَ عِمَادًا - وَ ( الْمُفْلِحُونَ ) خَبَرُ ( أُولَئِكَ ) .

وَالْفَلْحُ أَصْلُهُ فِي اللُّغَةِ الشَّقُّ وَالْقَطْعُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :

إِنَّ الْحَدِيدَ بِالْحَدِيدِ يُفْلَحُ

أَيْ يُشَقُّ ، وَمِنْهُ فِلَاحَةُ الْأَرَضِينَ إِنَّمَا هُوَ شَقُّهَا لِلْحَرْثِ ، قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْأَكَّارُ فَلَّاحًا . وَيُقَالُ لِلَّذِي شُقَّتْ شَفَتُهُ السُّفْلَى أَفْلَحُ ، وَهُوَ بَيِّنُ الْفَلْحَةِ ، فَكَأَنَّ الْمُفْلِحَ قَدْ قَطَعَ الْمَصَاعِبَ حَتَّى نَالَ مَطْلُوبَهُ . وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الْفَوْزِ وَالْبَقَاءِ ، وَهُوَ أَصْلُهُ أَيْضًا فِي اللُّغَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّجُلِ لِاِمْرَأَتِهِ : اسْتَفْلِحِي بِأَمْرِكِ ، مَعْنَاهُ فُوزِي بِأَمْرِكِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :

لَوْ كَانَ حَيٌّ مُدْرِكُ الْفَلَاحِ أَدْرَكَهُ مُلَاعِبُ الرِّمَاحِ




وَقَالَ الْأَضْبَطُ بْنُ قُرَيْعٍ السَّعْدِيُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْجَهْلَاءِ :

لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الْهُمُومِ سِعَهْ وَالْمُسْيُّ وَالصُّبْحُ لَا فَلَاحَ مَعَهْ




يَقُولُ : لَيْسَ مَعَ كَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بَقَاءٌ . وَقَالَ آخَرُ :

نَحِلُّ بِلَادًا كُلَّهَا حُلَّ قَبْلَنَا وَنَرْجُو الْفَلَاحَ بَعْدَ عَادٍ وَحِمْيَرَ




أَيِ الْبَقَاءَ : وَقَالَ عُبَيْدٌ :

أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ يُدْرَكُ بِالضَّ عْفِ وَقَدْ يُخَدَّعُ الْأَرِيبُ




أَيِ ابْقَ بِمَا شِئْتَ مِنْ كَيْسٍ وَحُمْقٍ فَقَدْ يُرْزَقُ الْأَحْمَقُ وَيُحْرَمُ الْعَاقِلُ . فَمَعْنَى وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ : أَيِ الْفَائِزُونَ بِالْجَنَّةِ وَالْبَاقُونَ فِيهَا . وَقَالَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ : الْمُفْلِحُونَ هُمُ الَّذِينَ أَدْرَكُوا مَا طَلَبُوا وَنَجَوْا مِنْ شَرٍّ مَا مِنْهُ هَرَبُوا ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ . وَقَدِ اسْتُعْمِلَ الْفَلَاحُ فِي السَّحُورِ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : حَتَّى كَادَ يَفُوتُنَا الْفَلَاحُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قُلْتُ : وَمَا الْفَلَاحُ ؟ قَالَ : [ ص: 178 ] السَّحُورُ . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ . فَكَأَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ السَّحُورَ بِهِ بَقَاءُ الصَّوْمِ فَلِهَذَا سَمَّاهُ فَلَاحًا . وَالْفَلَّاحُ ( بِتَشْدِيدِ اللَّامِ ) : الْمُكَارِي فِي قَوْلِ الْقَائِلِ :

لَهَا رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فِيهِ وَفَلَّاحٌ يَسُوقُ لَهَا حِمَارًا




ثُمَّ الْفَلَاحُ فِي الْعُرْفِ : الظَّفَرُ بِالْمَطْلُوبِ ، وَالنَّجَاةُ مِنَ الْمَرْهُوبِ .

مَسْأَلَةٌ : إِنْ قَالَ كَيْفَ قَرَأَ حَمْزَةُ : عَلَيْهُمْ وَإِلَيْهُمْ وَلَدَيْهُمْ ، وَلَمْ يَقْرَأْ مِنْ رَبُّهُمْ وَلَا فِيهُمْ وَلَا جَنَّتَيْهُمْ ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ عَلَيْهِمْ وَإِلَيْهِمْ وَلَدَيْهِمُ الْيَاءُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ مِنْ أَلِفٍ ، وَالْأَصْلُ عَلَاهُمْ وَلَدَاهُمْ وَإِلَاهُمْ فَأُقِرَّتِ الْهَاءُ عَلَى ضَمَّتِهَا ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي فِيهِمْ وَلَا مِنْ رَبِّهِمْ وَلَا جَنَّتَيْهِمْ ، وَوَافَقَهُ الْكِسَائِيُّ فِي عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ عَلَى مَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنَ الْقِرَاءَةِ عَنْهُمَا .


مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون

قال النحاس : أهل نجد يقولون : ألاك ، وبعضهم يقول : ألالك ، الكاف للخطاب . قال الكسائي : من قال أولئك فواحده ذلك ، ومن قال ألاك فواحده ذاك ، وألالك مثل أولئك ، وأنشد ابن السكيت :



ألالك قومي لم يكونوا أشابة وهل يعظ الضليل إلا ألالكا



وربما قالوا : أولئك في غير العقلاء ، قال الشاعر :



ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام




[ ص: 177 ] وقال تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا وقال علماؤنا : إن في قوله تعالى : ( من ربهم ) ردا على القدرية في قولهم : يخلقون إيمانهم وهداهم ، تعالى الله عن قولهم ، ولو كان كما قالوا لقال : - من أنفسهم - ، وقد تقدم الكلام فيه وفي الهدى فلا معنى لإعادة ذلك .

وأولئك هم المفلحون : ( هم ) يجوز أن يكون مبتدأ ثانيا وخبره المفلحون ، والثاني وخبره خبر الأول ، ويجوز أن تكون ( هم ) زائدة - يسميها البصريون فاصلة والكوفيون عمادا - و ( المفلحون ) خبر ( أولئك ) .

والفلح أصله في اللغة الشق والقطع ، قال الشاعر :

إن الحديد بالحديد يفلح

أي يشق ، ومنه فلاحة الأرضين إنما هو شقها للحرث ، قاله أبو عبيد ولذلك سمي الأكار فلاحا . ويقال للذي شقت شفته السفلى أفلح ، وهو بين الفلحة ، فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه . وقد يستعمل في الفوز والبقاء ، وهو أصله أيضا في اللغة ، ومنه قول الرجل لامرأته : استفلحي بأمرك ، معناه فوزي بأمرك ، وقال الشاعر :

لو كان حي مدرك الفلاح أدركه ملاعب الرماح




وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية الجهلاء :

لكل هم من الهموم سعه والمسي والصبح لا فلاح معه




يقول : ليس مع كر الليل والنهار بقاء . وقال آخر :

نحل بلادا كلها حل قبلنا ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير




أي البقاء : وقال عبيد :

أفلح بما شئت فقد يدرك بالض عف وقد يخدع الأريب




أي ابق بما شئت من كيس وحمق فقد يرزق الأحمق ويحرم العاقل . فمعنى وأولئك هم المفلحون : أي الفائزون بالجنة والباقون فيها . وقال ابن أبي إسحاق : المفلحون هم الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا ، والمعنى واحد . وقد استعمل الفلاح في السحور ، ومنه الحديث : حتى كاد يفوتنا الفلاح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وما الفلاح ؟ قال : [ ص: 178 ] السحور . أخرجه أبو داود . فكأن معنى الحديث أن السحور به بقاء الصوم فلهذا سماه فلاحا . والفلاح ( بتشديد اللام ) : المكاري في قول القائل :

لها رطل تكيل الزيت فيه وفلاح يسوق لها حمارا




ثم الفلاح في العرف : الظفر بالمطلوب ، والنجاة من المرهوب .

مسألة : إن قال كيف قرأ حمزة : عليهم وإليهم ولديهم ، ولم يقرأ من ربهم ولا فيهم ولا جنتيهم ؟ فالجواب أن عليهم وإليهم ولديهم الياء فيه منقلبة من ألف ، والأصل علاهم ولداهم وإلاهم فأقرت الهاء على ضمتها ، وليس ذلك في فيهم ولا من ربهم ولا جنتيهم ، ووافقه الكسائي في عليهم الذلة و إليهم اثنين على ما هو معروف من القراءة عنهما .


السابق
| 1
| من 1التالي
قال النحاس : أهل نجد يقولون : ألاك ، وبعضهم يقول : ألالك ، الكاف للخطاب . قال الكسائي : من قال أولئك فواحده ذلك ، ومن قال ألاك فواحده ذاك ، وألالك مثل أولئك ، وأنشد ابن السكيت :



ألالك قومي لم يكونوا أشابة وهل يعظ الضليل إلا ألالكا



وربما قالوا : أولئك في غير العقلاء ، قال الشاعر :



ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام




[ ص: 177 ] وقال تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا وقال علماؤنا : إن في قوله تعالى : ( من ربهم ) ردا على القدرية في قولهم : يخلقون إيمانهم وهداهم ، تعالى الله عن قولهم ، ولو كان كما قالوا لقال : - من أنفسهم - ، وقد تقدم الكلام فيه وفي الهدى فلا معنى لإعادة ذلك .

وأولئك هم المفلحون : ( هم ) يجوز أن يكون مبتدأ ثانيا وخبره المفلحون ، والثاني وخبره خبر الأول ، ويجوز أن تكون ( هم ) زائدة - يسميها البصريون فاصلة والكوفيون عمادا - و ( المفلحون ) خبر ( أولئك ) .

والفلح أصله في اللغة الشق والقطع ، قال الشاعر :

إن الحديد بالحديد يفلح

أي يشق ، ومنه فلاحة الأرضين إنما هو شقها للحرث ، قاله أبو عبيد ولذلك سمي الأكار فلاحا . ويقال للذي شقت شفته السفلى أفلح ، وهو بين الفلحة ، فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه . وقد يستعمل في الفوز والبقاء ، وهو أصله أيضا في اللغة ، ومنه قول الرجل لامرأته : استفلحي بأمرك ، معناه فوزي بأمرك ، وقال الشاعر :

لو كان حي مدرك الفلاح أدركه ملاعب الرماح




وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية الجهلاء :

لكل هم من الهموم سعه والمسي والصبح لا فلاح معه




يقول : ليس مع كر الليل والنهار بقاء . وقال آخر :

نحل بلادا كلها حل قبلنا ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير




أي البقاء : وقال عبيد :

أفلح بما شئت فقد يدرك بالض عف وقد يخدع الأريب




أي ابق بما شئت من كيس وحمق فقد يرزق الأحمق ويحرم العاقل . فمعنى وأولئك هم المفلحون : أي الفائزون بالجنة والباقون فيها . وقال ابن أبي إسحاق : المفلحون هم الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا ، والمعنى واحد . وقد استعمل الفلاح في السحور ، ومنه الحديث : حتى كاد يفوتنا الفلاح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وما الفلاح ؟ قال : [ ص: 178 ] السحور . أخرجه أبو داود . فكأن معنى الحديث أن السحور به بقاء الصوم فلهذا سماه فلاحا . والفلاح ( بتشديد اللام ) : المكاري في قول القائل :

لها رطل تكيل الزيت فيه وفلاح يسوق لها حمارا




ثم الفلاح في العرف : الظفر بالمطلوب ، والنجاة من المرهوب .

مسألة : إن قال كيف قرأ حمزة : عليهم وإليهم ولديهم ، ولم يقرأ من ربهم ولا فيهم ولا جنتيهم ؟ فالجواب أن عليهم وإليهم ولديهم الياء فيه منقلبة من ألف ، والأصل علاهم ولداهم وإلاهم فأقرت الهاء على ضمتها ، وليس ذلك في فيهم ولا من ربهم ولا جنتيهم ، ووافقه الكسائي في عليهم الذلة و إليهم اثنين على ما هو معروف من القراءة عنهما .



مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

قَوْلُهُ تَعَالَى : أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

قَالَ النَّحَّاسُ : أَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ : أُلَاكَ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : أُلَالِكَ ، الْكَافُ لِلْخِطَابِ . قَالَ الْكِسَائِيُّ : مَنْ قَالَ أُولَئِكَ فَوَاحِدُهُ ذَلِكَ ، وَمَنْ قَالَ أُلَاكَ فَوَاحِدُهُ ذَاكَ ، وَأُلَالِكَ مِثْلَ أُولَئِكَ ، وَأَنْشَدَ ابْنُ السِّكِّيتِ :



أُلَالِكَ قَوْمِي لَمْ يَكُونُوا أُشَابَةً وَهَلْ يَعِظُ الضَّلِيلَ إِلَّا أُلَالِكَا



وَرُبَّمَا قَالُوا : أُولَئِكَ فِي غَيْرِ الْعُقَلَاءِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :



ذُمَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولَئِكَ الْأَيَّامِ




[ ص: 177 ] وَقَالَ تَعَالَى : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا وَقَالَ عُلَمَاؤُنَا : إِنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( مِنْ رَبِّهِمْ ) رَدًّا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ فِي قَوْلِهِمْ : يَخْلُقُونَ إِيمَانَهُمْ وَهُدَاهُمْ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِمْ ، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالُوا لَقَالَ : - مِنْ أَنْفُسِهِمْ - ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ وَفِي الْهُدَى فَلَا مَعْنَى لِإِعَادَةِ ذَلِكَ .

وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ : ( هُمْ ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً ثَانِيًا وَخَبَرُهُ الْمُفْلِحُونَ ، وَالثَّانِي وَخَبَرُهُ خَبَرُ الْأَوَّلِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( هُمْ ) زَائِدَةً - يُسَمِّيهَا الْبَصْرِيُّونَ فَاصِلَةً وَالْكُوفِيُّونَ عِمَادًا - وَ ( الْمُفْلِحُونَ ) خَبَرُ ( أُولَئِكَ ) .

وَالْفَلْحُ أَصْلُهُ فِي اللُّغَةِ الشَّقُّ وَالْقَطْعُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :

إِنَّ الْحَدِيدَ بِالْحَدِيدِ يُفْلَحُ

أَيْ يُشَقُّ ، وَمِنْهُ فِلَاحَةُ الْأَرَضِينَ إِنَّمَا هُوَ شَقُّهَا لِلْحَرْثِ ، قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْأَكَّارُ فَلَّاحًا . وَيُقَالُ لِلَّذِي شُقَّتْ شَفَتُهُ السُّفْلَى أَفْلَحُ ، وَهُوَ بَيِّنُ الْفَلْحَةِ ، فَكَأَنَّ الْمُفْلِحَ قَدْ قَطَعَ الْمَصَاعِبَ حَتَّى نَالَ مَطْلُوبَهُ . وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الْفَوْزِ وَالْبَقَاءِ ، وَهُوَ أَصْلُهُ أَيْضًا فِي اللُّغَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّجُلِ لِاِمْرَأَتِهِ : اسْتَفْلِحِي بِأَمْرِكِ ، مَعْنَاهُ فُوزِي بِأَمْرِكِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :

لَوْ كَانَ حَيٌّ مُدْرِكُ الْفَلَاحِ أَدْرَكَهُ مُلَاعِبُ الرِّمَاحِ




وَقَالَ الْأَضْبَطُ بْنُ قُرَيْعٍ السَّعْدِيُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْجَهْلَاءِ :

لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الْهُمُومِ سِعَهْ وَالْمُسْيُّ وَالصُّبْحُ لَا فَلَاحَ مَعَهْ




يَقُولُ : لَيْسَ مَعَ كَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بَقَاءٌ . وَقَالَ آخَرُ :

نَحِلُّ بِلَادًا كُلَّهَا حُلَّ قَبْلَنَا وَنَرْجُو الْفَلَاحَ بَعْدَ عَادٍ وَحِمْيَرَ




أَيِ الْبَقَاءَ : وَقَالَ عُبَيْدٌ :

أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ يُدْرَكُ بِالضَّ عْفِ وَقَدْ يُخَدَّعُ الْأَرِيبُ




أَيِ ابْقَ بِمَا شِئْتَ مِنْ كَيْسٍ وَحُمْقٍ فَقَدْ يُرْزَقُ الْأَحْمَقُ وَيُحْرَمُ الْعَاقِلُ . فَمَعْنَى وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ : أَيِ الْفَائِزُونَ بِالْجَنَّةِ وَالْبَاقُونَ فِيهَا . وَقَالَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ : الْمُفْلِحُونَ هُمُ الَّذِينَ أَدْرَكُوا مَا طَلَبُوا وَنَجَوْا مِنْ شَرٍّ مَا مِنْهُ هَرَبُوا ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ . وَقَدِ اسْتُعْمِلَ الْفَلَاحُ فِي السَّحُورِ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : حَتَّى كَادَ يَفُوتُنَا الْفَلَاحُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قُلْتُ : وَمَا الْفَلَاحُ ؟ قَالَ : [ ص: 178 ] السَّحُورُ . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ . فَكَأَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ السَّحُورَ بِهِ بَقَاءُ الصَّوْمِ فَلِهَذَا سَمَّاهُ فَلَاحًا . وَالْفَلَّاحُ ( بِتَشْدِيدِ اللَّامِ ) : الْمُكَارِي فِي قَوْلِ الْقَائِلِ :

لَهَا رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فِيهِ وَفَلَّاحٌ يَسُوقُ لَهَا حِمَارًا




ثُمَّ الْفَلَاحُ فِي الْعُرْفِ : الظَّفَرُ بِالْمَطْلُوبِ ، وَالنَّجَاةُ مِنَ الْمَرْهُوبِ .

مَسْأَلَةٌ : إِنْ قَالَ كَيْفَ قَرَأَ حَمْزَةُ : عَلَيْهُمْ وَإِلَيْهُمْ وَلَدَيْهُمْ ، وَلَمْ يَقْرَأْ مِنْ رَبُّهُمْ وَلَا فِيهُمْ وَلَا جَنَّتَيْهُمْ ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ عَلَيْهِمْ وَإِلَيْهِمْ وَلَدَيْهِمُ الْيَاءُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ مِنْ أَلِفٍ ، وَالْأَصْلُ عَلَاهُمْ وَلَدَاهُمْ وَإِلَاهُمْ فَأُقِرَّتِ الْهَاءُ عَلَى ضَمَّتِهَا ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي فِيهِمْ وَلَا مِنْ رَبِّهِمْ وَلَا جَنَّتَيْهِمْ ، وَوَافَقَهُ الْكِسَائِيُّ فِي عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ عَلَى مَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنَ الْقِرَاءَةِ عَنْهُمَا .


مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي

قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون

قال النحاس : أهل نجد يقولون : ألاك ، وبعضهم يقول : ألالك ، الكاف للخطاب . قال الكسائي : من قال أولئك فواحده ذلك ، ومن قال ألاك فواحده ذاك ، وألالك مثل أولئك ، وأنشد ابن السكيت :



ألالك قومي لم يكونوا أشابة وهل يعظ الضليل إلا ألالكا



وربما قالوا : أولئك في غير العقلاء ، قال الشاعر :



ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام




[ ص: 177 ] وقال تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا وقال علماؤنا : إن في قوله تعالى : ( من ربهم ) ردا على القدرية في قولهم : يخلقون إيمانهم وهداهم ، تعالى الله عن قولهم ، ولو كان كما قالوا لقال : - من أنفسهم - ، وقد تقدم الكلام فيه وفي الهدى فلا معنى لإعادة ذلك .

وأولئك هم المفلحون : ( هم ) يجوز أن يكون مبتدأ ثانيا وخبره المفلحون ، والثاني وخبره خبر الأول ، ويجوز أن تكون ( هم ) زائدة - يسميها البصريون فاصلة والكوفيون عمادا - و ( المفلحون ) خبر ( أولئك ) .

والفلح أصله في اللغة الشق والقطع ، قال الشاعر :

إن الحديد بالحديد يفلح

أي يشق ، ومنه فلاحة الأرضين إنما هو شقها للحرث ، قاله أبو عبيد ولذلك سمي الأكار فلاحا . ويقال للذي شقت شفته السفلى أفلح ، وهو بين الفلحة ، فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه . وقد يستعمل في الفوز والبقاء ، وهو أصله أيضا في اللغة ، ومنه قول الرجل لامرأته : استفلحي بأمرك ، معناه فوزي بأمرك ، وقال الشاعر :

لو كان حي مدرك الفلاح أدركه ملاعب الرماح




وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية الجهلاء :

لكل هم من الهموم سعه والمسي والصبح لا فلاح معه




يقول : ليس مع كر الليل والنهار بقاء . وقال آخر :

نحل بلادا كلها حل قبلنا ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير




أي البقاء : وقال عبيد :

أفلح بما شئت فقد يدرك بالض عف وقد يخدع الأريب




أي ابق بما شئت من كيس وحمق فقد يرزق الأحمق ويحرم العاقل . فمعنى وأولئك هم المفلحون : أي الفائزون بالجنة والباقون فيها . وقال ابن أبي إسحاق : المفلحون هم الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا ، والمعنى واحد . وقد استعمل الفلاح في السحور ، ومنه الحديث : حتى كاد يفوتنا الفلاح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وما الفلاح ؟ قال : [ ص: 178 ] السحور . أخرجه أبو داود . فكأن معنى الحديث أن السحور به بقاء الصوم فلهذا سماه فلاحا . والفلاح ( بتشديد اللام ) : المكاري في قول القائل :

لها رطل تكيل الزيت فيه وفلاح يسوق لها حمارا




ثم الفلاح في العرف : الظفر بالمطلوب ، والنجاة من المرهوب .

مسألة : إن قال كيف قرأ حمزة : عليهم وإليهم ولديهم ، ولم يقرأ من ربهم ولا فيهم ولا جنتيهم ؟ فالجواب أن عليهم وإليهم ولديهم الياء فيه منقلبة من ألف ، والأصل علاهم ولداهم وإلاهم فأقرت الهاء على ضمتها ، وليس ذلك في فيهم ولا من ربهم ولا جنتيهم ، ووافقه الكسائي في عليهم الذلة و إليهم اثنين على ما هو معروف من القراءة عنهما .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير القرطبى مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» : الجزء الأول التحليل الموضوعي قوله تعالى : الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون فيها ست وعشرون مسألة : التقينق
» شرح قوله تعالى فى سوره البقره فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا اخر
»  ("" وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون"")
» فاطمه الزهراء الجزء الاول (( 1 ))
» التوجه الى الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــــــــات قرية الشيـــــــــــخ بـــــــــــلال قدالـــــــــــــــة  :: المنتديات الاسلاميـــــــــــــــة :: منتدى السيرة النبوية الشريفـــــــــــــــة-
انتقل الى: